|


فهد علي
صنعاء ستغني عروبتها مجددًا
2017-12-07

 

 

إذا عرّجنا نحو الجغرافية، هي أقرب البلدان إلى السعودية، وفي التفاتتنا اتجاه التاريخ هي مع السعودية أقرب إلى التاريخ، أعني بالطبع "اليمن" من زحزح بسمته طلقات أعيرة النار وأصوات المدافع، فاضطر مرغماً إلى التنكّر وقتياً على كونه "سعيداً"، لا أعرف دهاليز السياسة كالغالبية، لكن ما أعرفه جيداً.

 

أن الأم تُطمئن ابنها أو شقيقها حين يصيبه مرض خبيث، وتطلق دعواتها متمنيةً ومؤمنةً أنه سينجلي قريباً رغم جهلها التام بتركيبة - المرض عضوياً بتلك الرغبة العاطفية، يرجو الجميع انجلاء ما يكدّر ثُغر اليمن ويحول بينه وبين ابتسامته، حيث بذات الوقت تُمطر الربكة المواطن العربي في اختلاف مدنهم، قلقين على ما يحدث، ومصوبين أنظارهم متلهفين لرؤية صنعاء تتماثل إلى الشفاء، لأنه بات عصياً نسيانها وهي أصل العرب كما تفاخر دوماً.

 

وقد تعددت الأسباب وحب اليمن واحد، نحب اليمن الذي إذا غنى أتت موسيقاه بسيطة شعبية متخففة من العمق المبعثر للذهن.

 

ونحبه وهو من يتجنب سكانه ارتداء الأزياء الفاقعة من اللون والمعقّدة من التطريز، هكذا اختار اليمنيون بساطة حياتهم المعيشية، إلا أن ألاعيب السياسة أتت نقيض حال شعبه، فهنا نسمع صوت جوع بطن الإنسان العادي، وهناك يتهادى إلى مسامعنا تجشؤ شبع بطون أعضاء الأحزاب السياسية.

 

نرى النيّة البيضاء والشهامة في رجل الشارع، بينما تطالعنا نشرات الأخبار عن نقض العهود وسلسلة الغدر والخيانات من رجال الساسة.

 

تردي الهيكل العسكري والاقتصادي أخذها إلى القاع حتى أغرى دولة إقليمية نست كون أن الإنسان اليمني يعرف صنعاء كما يعرف الرياض.

 

ويجهل طهران مثلما يجهل طشقند. و وقتها من الطبيعي فشل المساعي الحمقاء في جعل بلاد مثل اليمن أن تتحدث الفارسية، فجميعنا يرى العافية بدأت تتسلل إلى جسد البلاد الجارة وهي تنهض بواسطة عكازين، أحدهما الحزم والآخر العزم عبر عاصفة التحالف الدولي التي تقودها السعودية.

 

منتظرين في طالع الأشهر استئصال المتبقي من الأورام عن بقية المناطق، كي تعود صنعاء مجدداً تغني عروبتها التي لا تعرف غيرها.