|


د . رشيد الحمد
حتى لا تغرد اللجنة الأولمبية خارج السرب
2015-05-20
تحدثت رئيسة اللجنة الاجتماعية والشبابية في مجلس الشورى عن طموح كبير، يتوافق مع طموحات الأميرعبدالله بن مساعد ـ الرئيس العام لرعاية الشباب ـ بتواجد الرياضة السعودية في المنافسة الجادة آسيوياً في عام 2022، بحيث يكون ترتيب المملكة في سجل الميداليات من ضمن الدول الثلاث الأولى، ورغم أن هذا السقف عالٍ جداً إلا أنه طموح ورغبة جميع المجتمع بشكل عام، والرياضيين والمتابعين والمحبين للرياضة السعودية؛ لما نراه من إمكانات مالية وشبابية في بلدنا الغالي. ومن وجهة نظر شخصية أرى بأن هذا التفاؤل لابد أن يصاحبه تعاون مثالي وجاد من جهات ذات علاقة مع الرئاسة، وكذلك أهمية وجود هيئات مختلفة للبحث والتقويم وتطوير التربية البدنية، والرياضة المدرسية والجامعية، والرياضة الوطنية بصفة عامة. وتضم هذه الهيئات إلى جانب قطاع الشباب والرياضة، القطاعات الحكومية الأخرى المعنية (الصحة والشؤون الاجتماعية والشؤون الثقافية والبلدية) وكذا ممثلين عن الجمعيات والجامعات الرياضية، والمؤسسات ذات الصلة بالرياضة والصحة، والشخصيات ذات الدور الرياضي البــارز عـــلى المستوى الوطني بمختلف مناطق المملكة، فمن خلال متابعتي للجهود التي يبذلها الخبير الدولي الذي يقود التطوير الرياضي (الإداري والفني) في اللجنة الأولمبية السعودية بفكر احترافي واجتماعاته المتكررة مع العاملين باللجنة وطموحه الكبير فأتمنى أن يدرك أن العمل الذي يقوم به سيستهدف الاتحادات الرياضية بالدرجة الأولى التي ستنفذ السياسة على الرغم من أنها تعاني من عدم وجود الفكر والطموح الرياضي. فأغلب اتحاداتنا تعمل بأسلوب تقليدي ورتيب بعيدًا عن الطموح والإبداع، ولذا فإن ما سيرسمه من خطط وبرامج سيصطدم بالميدان عند التطبيق نظرًا لوجود العوائق المكبلة والفكر القديم الذي ما زالت تُدار به الاتحادات الرياضية، التي للأسف يبحث معظم أعضائها عن الشوالإعلامي بعيداً عن التخطيط الإستراتيجي. ولو نزل الخبير للميدان لمتابعة عمل الاتحادات والاطلاع على الفكر الذي تدار به لغير إستراتيجيته، واستهدف الاتحادات الرياضية ومجالسها ولجانها بالتطوير؛ ليتوافق مع التطوير الذي ينشده، وهذا ما أود الوصول إليه، بأن يكون العمل منبثقًا من الإجابة على الأسئلة التالية: أين أنا الآن؟ وما هو واقعي؟ ومن سينفذ سياستي وخططي مستقبلاً؟ وعليه أرى فور الانتهاء من خطة التطوير أن يتم الالتفات إلى وضع الاتحادات الرياضية وغربلتها ووضع آليات للانتخابات في الدورة القادمة ليكون من هو عضوٌ في المجلس حقاً صاحب كفاءة عالية، ورؤية تطويرية إبداعية للعمل والتطوير ويواكب ما تتمناه اللجنة الأولمبية، إضافة إلى أهمية وجود شراكة ومجلس تطوير للرياضة السعودية غير المجلس التنفيذي للجنة الأولمبية، وتحــدد مــهامه في:
ـ القيام بأبحاث نظرية وتطبيقية، مهنية وتقنية، تهدف إلى معرفة المواصفات النفسية والاجتماعية والمهارية للأطفال الممارسين، وإنتاج مقاييس وأدوات لتقويم القدرات الرياضية لدى الناشئة، واكتشاف المواهب، وتطوير برامج الدراسة والتدريب في مختلف التخصصات الرياضية، وإنتاج معينات وخطط للمعلمين والمدربين الرياضيين.
ـ تقديم الاستشارة الهادفة إلى حل المشاكل الناجمة عن ممارسة التربية البدنية والرياضة، لفائدة مؤسسات التربية ومشروع الملك عبدالله لتطوير التعليم والجمعيات والجامعات الرياضية.
ـ تقويم مكتسبات التعلم الرياضي والبرامج والمؤسسات، ووضع برامج وإستراتيجيات جديدة.
ـ العمل على إحداث ملاعب رياضية بالمناطق والمحافظات للاتحادات الرياضية وبالأخص الألعاب الفردية مع الاستفادة من ملاعب المؤسسات التعليمية، وتبادل الفوائد في الاستخدام المثالي للمنشآت الرياضية، بما في ذلك الجامعة، وتشرف على إدارتها وحدة أو إدارة متعددة الاختصاصات، تتشكل من ذوي الخبرة في ميدان التربية والرياضة والإدارة.
ـ التنسيق التام مع معهد إعداد القادة للإسهام في تكوين الكوادر الرياضية من إداريين ومدربين وحكام.
ـ إنشاء قناة رياضية خاصة تحت إشراف اللجنة الأولمبية السعودية لتغطي جميع الفعاليات الرياضية وتسليط الضوء على الموهوبين.
ـ إنشاء لجنة خاصة لها إدارتها المستقلة بالاتحادات الرياضية، تعنى بالرياضيين الموهوبين، ومتابعة أحوالهم.
ولعل ما ذكرته آنفًا هو خطوة على الطريق الصحيح، تعقبها خطوات أخرى وصولًا إلى ما نصبو إليه من أهدافٍ عاليةٍ لسنا عاجزين بأي حالٍ عن تحقيقها.. وعسى أن يكون بإذن الله قريبًا.