|


د . رشيد الحمد
الأبطال الأولمبيون والأداء الرياضي
2015-07-15
تطغى كرة القدم على اهتمامات الإعلام الرياضي السعودي أكثر من غيرها وهكذا الحال في العديد من الدول الأوروبية والعربية والآسيوية وأصبحت كرة القدم بفضل بطولاتها المتميزة ككأس العالم مثلاً ميدان تنافس كبير على الحياة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والتربوية والإعلامية في محيط النشء والشباب بوجه خاص والمجتمع بوجه عام . وإذا خرجنا عن نطاق كرة القدم إلى الألعاب الأخرى والرغبة في البحث عن الاهتمام الإعلامي والمعنوي فالتحدي الذي يواجه الرياضة السعودية هو التركيز على عناصر أخرى للتفوق والتميز أثناء الأداء الرياضي وبالذات من قبل اللجنة الأولمبية العربية السعودية، كما إبراز الأرقام الأفضل في اللعب النظيف والالتزام وباقي الألعاب في الزمن والأداء واحترام الحكام والقوانين فهناك ألعاب تخضع للتقدير الذاتي للحكام مثل الجمباز وكمال الأجسام والمنازلات والمصارعة والملاكمة وهذا يحتاج إلى مقاييس أكثر موضوعية لتقييم التميز والتقويم وإبراز وجه التميز لأن الوضع لا يحتمل أن نسمع عن إنجازات وأرقام وفوز بميداليات ذهبية بعيدة عن التقييم ورؤية وتوجهات اللجنة الأولمبية العربية السعودية. وفي ضوء التوجه الجديد للجنة الأولمبية العربية السعودية والرئاسة العامة لرعاية الشباب وفي ظل التقدم العلمي الذي تحاول أن تنتهجه بوضع معايير جديدة للأداء الرياضي في الألعاب الجماعية والألعاب الفردية بوضعها وحدة وإدارة مستقلة في اللجنة الأولمبية السعودية تحت مسمى (الأداء الرياضي) بحيث تبرز التميز والتفوق لدى بعض الرياضيين من الممارسين من الأبطال والنجوم في البطولات والمسابقات، إلا أن معايير المكافأة والجوائز والمتابعة والتقويم في اللجنة العربية السعودية مازالت تحتاج إلى المراجعة وإلى مزيد من الدقة والمتابعة وبالذات لأحوال اتحاداتنا الرياضية التي مازالت تسير بدون خطط إستراتيجية واضحة بل للأسف تقف عاجزة عن كيفية التعامل مع اللاعبين المميزين وكيفية إلحاقهم بأكاديميات داخلية أو خارجية دولية أو الصرف عليهم في أماكن دراستهم في الخارج وبالذات منهم مقيمون خارجيا ومتابعتهم، فلدينا طلاب مقيمون في الخارج على مستوى عال من التميز في الأداء، على سبيل المثال لا الحصر عمار وسعود الحقباني في التنس فهما يمثلان مشروع أبطال أولمبيين قادمين على مستوى آسيا على الأقل، لكن خطر الإهمال يهددهما لعدم وجود الرعاية والمتابعة أو حتى السؤال عن أحوالهما، حيث ارتبطت إنجازات الاتحاد السعودي للتنس بهما طوال الموسمين الماضيين في حصوله على إنجازات خليجية وعربية وآسيوية بل سيطرة في هذا المجال في فئتي الناشئين والشباب لوجود هذين اللاعبين، واليوم سعود وعمار قد تتعذر مشاركتهما مستقبلا في ظل إهمال متعمد من اتحاد اللعبة واللجنة الأولمبية فهل نخسر تلك المواهب؟ والسؤال الذي يطرح نفسه وموجه للرياضي وصاحب الخلق والمثالية والجدية ومن هو على هرم الرياضة السعودية : لماذا لا تفعل وحدة الأداء الرياضي لتتابع أحوال مثل هؤلاء اللاعبين في اتحاداتهم والتواصل مهم؟

وقفة
ـ رئيس الاتحاد اللبناني للتنس أعلن عبر القنوات الفضائية اللبنانية عن دعوة مفتوحة للبنانيين الرياضيين المغتربين في الخارج لتقديم أنفسهم لاتحاد التنس والتواصل مع الاتحاد، فوجدوا لاعبين على مستوى عال من الكفاءة والتميز وضعوا للبنان اسما في عالم التنس في وقت ليس ببعيد، فلماذا لا نبحث عن أبنائنا الرياضيين الطلاب في الخارج والتواصل معهم؟
ـ اللجنة الأولمبية السعودية إن أرادت النجاح عليها تفعيل جانب المراقبة والمحاسبية والمتابعة والتقييم.