|


د . رشيد الحمد
اتحاد الرياضة المدرسية
2016-02-17
الوصول إلى منصات الشرف والتكريم في الدورات الأولمبية والبطولات الدولية أحد الأحلام الوطنية التي تتمناها القيادات الرياضية السعودية، من خلال ما أعلنه مراراً وتكراراً سمو الرئيس العام لرعاية الشباب، ولكن العمل إلى تحقيق هذا الطموح يحتاج إلى إمكانات وجهود مالية وإدارية وفنية وفق إطار علمي يحقق ما نحلم ونطمح إليه، والنتائج التي تحققت في الدورات الأولمبية التي شاركت فيها منتخباتنا الوطنية ما زالت عالقة في أذهاننا لتوافقها مع الفشل والتخلف على مستوى الإنجازات والمستويات المهارية والرقمية وتحقيق ميداليات في المحافل الدولية والأولمبية وطموحنا برفع علم المملكة خفاقاً في مثل هذه اللقاءات فوق منصات الشرف والفوز بالبطولة، ودائماً تتلاءم النتائج مع الإمكانات الاقتصادية والبشرية الهائلة التي تتميز بها المملكة وحقاً تأملنا خيراً عندما تلقينا خبر معالي وزير التعليم بتشكيل الاتحاد السعودي للرياضة المدرسية برئاسة الدكتور راشد الغياض إيماناً منه ـ رعاه الله ـ بأن المدرسة هي الأساس في اكتشاف الموهبة منذ الصغر والرياضة المدرسية مصدر لقطاع البطولة والمنافسة. فيما لو نظرنا إلى واقعنا الحالي نلاحظ أهمية أن يحرص الغياض على أن يكون مجلس الإدارة من الرياضيين ممن لهم اطلاع في المجال الرياضي من مشرفين تربويين من مختلف مناطق المملكة وممثل عن اللجنة الأولمبية السعودية وأن يبتعد عن العاطفة عند اقتراح أعضاء المجلس والبعد عن القيادات في الوزارة المثقلة بأعباء قد لا تمكنهم من العطاء وتنويع الأعضاء بما يجعل المجلس عامراً بالآراء والنقاشات الطموحة وله في الاتحادات النوعية الأخرى عبرة، أن بطولاتنا المدرسية بوضعها الحالي لا تخدم التطوير الذي ننشده حيث الموهبة هنا مفقودة بل لا توجد لضعف ما يقدم لها والطلاب اللاعبون لا يحظون بالاهتمام الكافي في المدرسة، وما أتمناه أن يتم تحديد مسابقات خاصة بالأعمار الصغيرة وليس بالضرورة أن تنظم لها المسابقات الرسمية ذات الجوائز المعلنة ولكن يتم على شكل لقاءات ومهرجانات رياضية بحيث يتم توزيعهم على شكل مجموعات وأسر حتى يتمكن اللاعب من إظهار مهارته وقدراته الفنية والبدنية والمهارية وينعكس عليه وجدانياً ولكي نؤسس رياضة علمية تنطلق من الرياضة المدرسية والجامعية لابد أن نستفيد من الدراسات العلمية المعلنة من قبل اللجنة الأولمبية الدولية لأنه لا يتوقع أن تكون الرياضة المدرسية فاعلة في ظل وجود حصة رياضة واحدة في الأسبوع لطلاب المرحلتين المتوسطة والثانوية وحصتين للمرحلة الابتدائية وهذا لا يكفي للمعلم فبالإمكان تخصيص مدارس تعليم عام للموهبة الرياضية تدرس المواد الدراسية بحيث يتم انتقاء الموهوبين رياضياً في المدارس المختلفة وفق أسس علمية وتخصيص مدارس لهم بحيث يتلقون جرعات تدريبية إضافية واهتماماً خاصاً لتنمية مواهبهم والتنسيق مع مركز الملك عبدالعزيز ورجاله للموهبة والقطاع الخاص. وتقوم الاتحادات الرياضية واللجنة الأولمبية العربية السعودية بدورها في ذلك، كما أرى أن تتم إقامة دورات متخصصة للمعلمين في التدريب والتحكيم والإدارة في مناطق ومحافظات المملكة من خلال معهد إعداد القادة بالتنسيق مع الاتحادات الرياضية والأهم من ذلك استحداث إدارة عامة للتربية البدنية والنشاط الرياضي تهتم بشؤون الرياضة المدرسية ولتكون رافداً للرياضة في الميدان وللاتحاد الرياضي المدرسي ولعل الاتحاد الرياضي المدرسي يقوم بدور فعال لنشر الثقافة الرياضية المثالية الحقة من خلال برامجه ونشاطاته وتكون نموذجاً لبقية المناشط الرياضية. ونتمنى أن يتم تخصيص ميزانية مناسبة تستقطع من ميزانية الوزارة للصرف على نشاطات الاتحاد وبرامجه ونرى المنتخبات المدرسية في كل تظاهرة تنافسية خليجية وعربية ودولية في جميع الألعاب الرياضية المختلفة وبشعار الوزارة لا شعار الرئاسة العامة لرعاية الشباب والأبطال الأولمبيين يظهرون من المدارس.