|


حمد الراشد
تحقق المهم وبقي الأهم
2016-09-10
جميل جداً أن تنجح وتحقق العلامة الكاملة وأنت لم تدرس جيداً ولم تسهر حتى الفجر تراجع المواد.. هذا ما حدث مع منتخبنا حصد نقاطه كاملة على حساب تايلاند والعراق.. في الجولة الأولى لم يظهر بمستواه وكاد أن يخسر لولا فدائية ويقظة المسيليم وخرج من الموقعة وفي جيبه ثلاث نقاط ثمينة.. وفي الجولة الثانية تكرر نفس السيناريو الذي كان غائباً معظم فترات المباراة ولم يحضر إلا في ربع الساعة الأخير وخرج من موقعة أسود الرافدين وفي رصيده ثلاث نقاط ثمينة .. ما تحقق مكسب كبير ونقاط ثمينة لكن ذلك لا يحول دون الحديث عن أخطاء المدرب مارفيك.. أمام تايلاند فإشراك المؤشر في غير مركزه أضعف الجهة اليمنى وأحرج حسن معاذ ولم يتحرك إلا في الشوط الثاني وتحسن الحال بإشراكه الرصاصة فهد المولد الذي أنقذ الموقف بحصوله على ضربة جزاء.. وقبل أن تأتي ساعة الفرج كان منتخب تايلاند أكثر خطورة وفرصاً محققة وأقرب للتسجيل لولا براعة المسيليم.. أمام العراق تكرر المشهد ولكن بصورة أكثر سوداوية.. ضياع شامل وهبوط حاد واستسلام كامل وهدف عراقي مبكر كاد أن يعصف بكل شيء لو نجح العراق في استثمار كل فرص التسجيل السهلة ولحسن الحظ خانه التوفيق.. فقد كان المسيليم وحده في الموعد وأبقى على آمال الأخضر قائمة.. الخطأ الذي ارتكبه مارفيك إشراكه يحيى الشهري وهو غير جاهز وانتظر عليه شوطاً كاملاً قبل أن يستبدله بفهد المولد.. لماذا أخطأ في التشكيل.. وهل تصفيات كأس العالم حقل للتجارب.. مرة يشرك المؤشر في غير مركزه ومرة يشرك يحيى الشهري وهكذا.. يدع الشوط الأول ومعه المنتخب في مهب الريح ثم يعالج الأخطاء في الحصة الثانية.. ماذا لو سجلت تايلاند في الحصة الأولى وماذا لو ضاعف العراق غلته بهدفين أو ثلاثة في الحصة الأولى مستفيداً من حالة الضياع التي كان عليها الأخضر.. لماذا أسجل هذه الملاحظات.. لسبب بسيط أن المدرب الناجح يجب أن يكون في قمة حضوره الذهني منذ اللحظة الأولى.. أذكر في إحدى مشاركات منتخبنا في كأس الخليج بالإمارات أمام منتخب الكويت وكان يدربه كارلوس ألبرتو ويدرب منتخبنا أستاذه زاجالو.. في الدقائق العشر الأولى كان منتخبنا يصل مرمى الكويت كل دقيقة تقريباً مستفيداً من ثغرة الدفاع الكويتي اليسرى.. ماذا فعل كارلوس.. هل انتظر حتى يسجل منتخبنا.. على الفور أخرج الظهير الأيسر واستبدله بمدافع آخر.. نجح في سد الثغرة.. وأصبح اللعب سجالاً وفي النهاية فازت الكويت بهدف مؤيد حداد في الدقيقة الأخيرة من عمر المباراة.. من هنا نسجل موقفنا من وقوف مارفيك متفرجاً على حالة التوهان التي كان عليها منتخبنا طوال الشوط الأول وجزءاً كبيراً من الشوط الثاني.. وكاد العراق يخطف الهدف الثاني لولا براعة فهد المولد في إبعاد الكرة وهي تتهادى على خط المرمى.. والتي كانت نقطة التحول في المباراة.. نريد اليقظة التامة والقراءة الجيدة للمباراة والاستقرار على تشكيل ثابت ومنهجية واضحة بعيداً عن التجريب.. فقد أظهرت موقعة العراق خطورة فهد في الجهة اليمنى مع حسن معاذ.. فقد كان التفاهم والانسجام بينهما في أحسن حالاته دفاعياً وهجومياً.. إذا فتح فهد على الطرف دخل معاذ في العمق والعكس.. من هنا جاء هدف التعديل.. وعندما لعب تيسير على الطرف الأيسر فتح ثغرة واسعة في دفاع العراق وتسبب في حصول نواف على ضربة الجزاء.. وعندما أشرك الجبرين تغير حال العمق الدفاعي وتحسن النسق الهجومي.. الصورة واضحة جداً أمام مارفيك لا تحتاج إلى اختراعات.. فقط تريد نفس التشكيل والتكتيك الذي قدمه الأخضر في ربع الساعة الأخير من موقعة العراق.
ـ بالتوفيق للأخضر في موقعة الكنغر.