|


عبدالله الفهري
لا يمكن التعاقد مع (الروح) يا هلال
2016-09-18
تبدأ ملامح خسارة الدوري عندما تفقد النقاط على أرضك وبين جماهيرك ومن أمام فرق الوسط ومتذيلي الترتيب، وهذا ما حدث للهلال أمام فريق الاتفاق، الفريق الذي لم يهزم الهلال في الدوري على أرضه منذ 20 سنة.
الجميع اتفق على أن فوز الهلال في الجولتين الأولى لم يكن مقنعاً لا من اللاعبين وأدائهم ولا المدرب وقراءته وتبديلاته، لكن كان عزاء محبي الهلال أن الفريق لم يلعب بمحترفيه ولا بياسر الشهراني اللاعب صاحب الأداء المميز والروح القتالية، وأن الفريق سوف يعود إلى توهجه ومستوياته المتميزة بعد التوقف.
عاد الهلال بعد التوقف وعاد محترفوه وخسر على أرضه وبين جماهيره من فريق الاتفاق الصاعد حديثاً لدوري المحترفين، الاتفاق فاز لأنه الأفضل، ولأن لاعبيه حافظوا على تركيزهم ورغبتهم في الفوز حتى آخر دقيقة بالرغم من تأخرهم حتى الدقيقة 80.
أكثر ما أثار غضب الجمهور الهلالي هو أنه بعد تسجيل الاتفاق هدفه الثاني قبل نهاية المباراة بـ 10 دقائق تراجع الفريق ولم يقم لاعبو الهلال بالضغط على فريق الاتفاق ولم يبحث اللاعبون عن تسجيل هدف التعادل، بل كان لاعبو الاتفاق وبالرغم من تقدمهم أكثر حرصاً على تسجيل هدف ثالث وكاد يتم ذلك.
الهلال في الخمس سنوات الأخيرة والتي لم يحقق فيها الدوري، كان يتعاقد مع أغلى المدربين وأفضل المحترفين لكنه لم يستطع بإداراته المتعاقبة على الفريق أن يحاسب المتخاذلين وغير القادرين على الاحتراق داخل الملعب وبشكل متصاعد من بداية المباراة حتى نهايتها.
أسباب خسارة الهلال كثيرة لعل أهمها والسبب المتكرر دائماً غياب الروح والتركيز في جميع فترات المباراة، وعدم وجود رغبة حقيقية للتسجيل من بداية المباراة مع كل الفرق التي تعتمد على الكرة المرتدة وتعتمد على تقفيل المنطقة الخلفية، فاللاعبون يقضون الشوط الأول في تناقل الكرة واستحواذ سلبي يريح الخصم دون البحث عن حلول إيجابية لتفكيك دفاع الخصم بالتسديدات المتقنة خارج الـ 18 أو اللعب على الأطراف مع وجود أكثر من لاعب داخل الصندوق.
لن يستطيع الهلال تحقيق الدوري وهو لا يملك مهاجمين قادرين على ترجمة الفرص الحقيقية إلى أهداف، فناصر وياسر وليون غير قادرين على ذلك.
لن يستطيع الهلال الفوز بالدوري ولاعبوه بلا روح وتركيز طوال وقت المباراة، والبعض متعالٍ ويستخسر اللعب بقتالية.
لن يستطيع الهلال الفوز بالدوري وإدارته لا تحاسب المتخاذلين ولا تسعى إلى إيجاد حلول أمام هذه المعضلة.
الهلال يحتاج إلى مدرب عقلي (أخصائي علم النفس الرياضي) أو كما يسميه البعض أخصائي تطوير القدرات ـ مع تحفظي على هذا الاسم، لكي يعمل على الجانب النفسي وزيادة التركيز والمحافظة على روح معنوية عالية طوال المباراة.