|


عبدالله الفهري
سيكولوجية التحفيز في كرة القدم (1ـ 2)
2016-12-28

 

يشتمل التدريب على أربعة جوانب مهمة جداً هي الجانب الفني والجانب الخططي والجانب البدني والجانب النفسي، وهناك مفارقة كبيرة في فهم هذه الجوانب عند المقارنة بين دول العالم المتطورة وبين بلداننا، فإننا نهتم بشكل كبير بالجوانب الثلاثة الأولى مستنسخين كل ما يقوله ذلك العالم المتحضر متناسين الجانب الرابع المهم، بل الأكثر أهمية في لحظة المنافسة من الجوانب الأخرى، حيث تتطلب بعض المباريات ولا أقول كلها تركيزاً على الجانب النفسي أكثر من الجوانب الأخرى المتعلقة بأي لعبة من الألعاب الرياضية علماً بأنه حتى في الغرب يوجه نقد كبير لعدم التعامل مع الجانب النفسي بالقدر الكافي رغم التركيز الكبير على المفهوم الحديث (الذهني ـ السيكولوجي) ولهذا لم تتوقف البحوث ولا التطبيقات في حقل سيكولوجية التدريب (Psychology of Coaching)

 

ويلعب التحفيز أو الحث (Motivation) الجانب المثير للاستمتاع في هذه السيكولوجية مما يتطلب من كل مدرب أن يسأل نفسه ماذا فعلت لتحفيز فريقي؟ على أن يتكرر هذا السؤال قبل كل وحدة تدريب ومباراة؛ لأن عامل التحفيز يجلب كل شيء يتطلبه التدريب وتتطلبه المبارزة، ولكي نتصور حجم تأثير التحفيز على الفريق، فإنني أذكر القارئ بأن هناك 200 سؤال تطرح على المدرب لقياس مستوى التحفيز الذي يملكه ولكي نعرف معنى التحفيز نقول إنه الأخذ باللاعبين ذهنياً للحالة التي يستطيعون خلالها الأداء الأحسن والتي أسميها أنا (بإخراج الأحسن من اللاعبين) علماً بأن هناك الكثير من العوامل التي تحدد من هذا التحفيز مثل المحيط والإعلام والجمهور والخوف والغضب وموقف الفريق من المباراة وغيرها، لذلك تعطى لدرجة التحفيز أهمية كبيرة في الأندية العالمية فيتم التركيز على نقاط مهمة:

 

1ـ تكون مسؤولية اللاعب في التحفيز الداخلي وتكون مسؤولية النادي في التحفيز الخارجي.

 

2ـ عدم تحول التحفيز إلى حالة فوق التحفيز؛ أي عدم المبالغة في التحفيز.

 

3ـ استخدام مختلف وسائل التحفيز وحسب وضعية المباراة وعدم اقتصار التحفيز على وسيلة واحدة في كل الوضعيات.

 

4ـ يجب أن تتماشى المحفزات يداً بيد مع الأهداف الموضوعة للفريق سواء ربح الدوري أو ربح بطولة فقط أو ربح كل مسابقات الدوري.

 

5ـ البحث الدائم عن اللاعب الذي يكون متحفزاً للعب المباراة بغض النظر عن الأسماء والمستويات ووضعه في قائمة الأحد عشر لاعباً الذين سيلعبون المباراة أو على الأقل يعطى الأولوية في قائمة البدلاء.

 

6ـ مراقبة اللاعبين خلال الأسبوع التدريبي الذي يسبق المباراة وتقويم مستوى تحفيز اللاعبين الداخلي واستخدام درجات التقويم لكل لاعب في كل وحدة تدريب ومن ثم ترتيب اللاعبين حسب تلك الدرجات من الأعلى للأسفل بعد آخر وحدة تدريب تسبق المباراة.

 

خارج النفس الرياضية

 

لاعبو فريق الهلال يفتقدون للتحفيز النفسي قبل وأثناء المباراة في كثير من المباريات مما يشعرك بأنك أمام لاعبين ليس لديهم رغبة في الفوز، وخير شاهد على ذلك مباراة الفريق أمام النصر الأخيرة في كأس ولي العهد، وأمام الاتحاد في دوري جميل.

 

كما أن الهلال يفتقد لمهاجم يربك الخصم خارج وداخل الصندوق؛ فليون مهاجم لا يملك الحد الأدنى من القتالية المطلوبة من المهاجم الصريح.