|


د. سعود المصيبيح
( بشر لا ملائكة )
2011-07-24
عندما تصعد إلى أعلى الشجرة لا يرى الناس إلا عورتك فهم لن يقولوا كيف صعد هذه الشجرة وأصبح في الأعلى وإنما سيشككون في قدرتك على الصعود ويقللون من الجهد الذي بذلته لتصعد، وأغلب من يفعل ذلك هم أولئك الذين بلا مواهب وقدرات، وتشكل أنت خطراً على مواقعهم التي وصلوا إليها في غفلة وبطرق ملتوية مشكوك فيها، وعندما تكون في حالك وتحاول تقديم ما ينفع الناس ويسعدهم ويدعم خدمتهم وتنويرهم يكونون بالمقابل بلداء كسولين مفتقدين للموهبة والعطاء و لديهم وسائل لا تعينك أخلاقك على فعلها وهي القيل والقال ونقل الكلام والتركيز على الصغائر والمثالب والأخطاء لتشويه السمعة وإثارة البلبلة . هنا سكت صاحبي وهو يتحدث عن معاناته في بيئة وجد نفسه فيها ويعتقد أنه كلما تقدم وظهر بشكل جيد فوجئ بوشاية وتجسس من هنا وهناك عند أناس يتلذذون في تتبع الآخرين وسلوكهم وهو يعتقد أنه لو وضع أي شخص بمثل ما يتعرض له لظهر العجب العجاب فهو يتحرك بذاته البسيطة وبالتالي يسهل اصطياده ، قلت : أنت تعيش في وهم كبير فالموهوبون كثر ( ومن شافك ياللي تغمز في الظلام ) وعليك ألا تترك لمناوئيك فرصة للنيل منك وبما أن هناك من يحبك ويريد لك الخير فيجب أن تسانده لقطع الطريق على من يريد الإساءة لك وإسقاطك وانت ينطبق عليك قول القائل( كنقص القادرين على التمام) فالتفت لوضعك ودع عنك الأوهام والتحسس الزائد قال: لكني بشر ولست ملاكاً ولابد أن يصدر مني أخطاء ، قلت : أنت صعدت الشجرة ولست مثل الذي تحت بمعنى أن العين عليك فقوم نفسك بنفسك ، تركني وهو في وسواس مرتبك وهذه مشكلة بعض الموهوبين حيث حساسيتهم الزائدة وثقتهم بمن لا يستحق الثقة فيفتقدون للرزانة والحكمة والثقل في تصرفاتهم ويعود ذلك عليهم بالارتباك والخسران.