|


د. سعود المصيبيح
وطني بعد الصيف
2011-08-16
التقيت مع أصدقاء بعد عودتهم من إجازة الصيف القهرية بسبب ظروف شهر رمضان الذي توافق مع شهر أغسطس والمعتاد أن يكون شهر إجازة، وكان الحديث عن عدة نقاط منها وجود محطات سفر جديدة للسعوديين بسبب ظروف الثورات العربية في تونس ومصر وسوريا واضطراب الأمن في بيروت وغيرها فكان ملاحظاً كثرة السفر لماليزيا وأمريكا وأوروبا والأردن وتركيا وإندونيسيا وحتى الفلبين وأستراليا ونيوزيلندا واستفادت بعض الأسر في قضاء الإجازة في زيارة أبنائهم المبتعثين الذي قارب عددهم المئة وعشرين ألف مبتعث ومبتعثة فاستمتعت الأسر بزيارة أبنائهم ومعرفة أسلوب معيشتهم ودراستهم ومحيطهم الاجتماعي ولهذا فالعدد كبير لأمريكا وبريطانيا، والملاحظة الأخرى زيادة الوعي بأهمية الحجز المبكر والاستفادة من مواقع الإنترنت في الحصول على حجوزات طيران وفنادق بأسعار مميزة فقد أخبرنا صديق بأنه ذهب وأولاده إلى بيروت بسعر التذكرة 600 ريال عبر إحدى شركات الطيران، وآخر اشترى تذاكر إلى فرنسا قبل ثلاثة أشهر من السفر بـ1200 ريال بمعنى أن السفر أصبح بمتناول اليد ولم يعد للمترفين كما يتوهم الذين يحسدون الناس على ما أعطاهم الله وهي نبرة الكسالى والمعترضين على عطاء الله، فكم من شخص كان معدماً وبسيطاً لكنه بالجد والاجتهاد والعمل المثابر وتحسين دخله بكل كفاح وشرف تطور مع الزمن وتحسن الأوضاع إلى السفر والاستمتاع بالإجازة لأن الله يحب أن يرى آثار نعمته على عبده ولا يوجد ما يمنع شرعاً من السياحة في الأرض والاستماع بالأجواء الجميلة والتفكر في ملكوت الله وخلقه للبشر واختلاف ألوانهم وألسنتهم وحرثهم وإنتاجهم في هذه الدنيا، بل هذا مصدر رزق واستنفاع لملايين المسلمين الذين يعيشون في تلك البلدان حيث أصبح السعودي برخائه الاقتصادي قادراً على السفر وزيارة مختلف البلدان والاستمتاع بأجوائها مع أسرته في مناخ عائلي جميل، وكانت هناك محطات جديدة تحسنت خدماتها للسياح ومنها تركيا التي استقبلت مئات الآلاف من السعوديين هذا الصيف وبعد أن تحط بك الطائرة في أي مدينة سعودية ستشعر برائحة الإيمان وأصوات المؤذنين وستتذكر ارتفاع المعيشة هناك وكيف تكلفك وجبة مطعم أو بعض الاحتياجات البسيطة من سوبر ماركت وبين أسعارها هنا وهو أمر يلمسه الأجانب بيننا الذين يكون التسوق من السعودية هو ما يطلبون حيث قلة الضرائب ورخص الأسعار في غالبية الأصناف والبضائع وتعتريك نشوة رمضان وأجواؤه الإيمانية الجميلة وصلاة التراويح وملايين الوافدين الذين يعملون في أمن وأمان واستقرار فحافظوا على هذا الوطن وهيموا به واعملوا على تطويره وزيادة نموه الاقتصادي والاجتماعي والحضاري.