|


خالد قاضي
سلطان .. يحلها
2010-06-19
عندما حضرت للمشاركة في تغطية أحداث الاجتماع الشرفي التأسيسي لنادي الوحدة بمقر النادي المكاوي العريق وشاهدت ما شاهدت من أحداث مؤسفة في اجتماع شرفي من المفترض أن يظهر بصورة حضارية أفضل مما ظهر به خاصة وأن الحضور الشرفي هم من يقود دفة النادي وأنا لست ضد الاختلاف في الآراء ولكن ليس على طريقة (اللي ما يشتري .. يتفرج) .. فالخلاف في الوحدة على تأسيس مجلس شرفي لم يكن وليد الاجتماع الأخير ولكنه كان نتيجة نار من تحتها رماد .. وهي نار الشعور بالأفضلية عن الآخر فهذا يقول أنا ابن فلان وآخر يقول بأنه ابن العائلة الفلانية .. وكان خلف الموضوع أشياء تذكر وأشياء ليس لها مكان لا في الرياضة ولا الأندية ولا في مكان آخر لأنها منبوذة شرعاً وعرفاً .. ويرفضها ولاة أمر هذا البلد الطيب الذي وحده المؤسس المغفور له الملك عبدالعزيز تحت شعار كلنا أبناء وطن واحد لا فرق بين مواطن وآخر.
ولأن أبناء مكة يمثلون أطهر بقعة على وجه الأرض فإن عليهم أن يكونوا القدوة للعالم بأسره في كل تصرفاتهم وأقوالهم وليس قدوة للشباب السعودي فقط .. والرياضة هي تجمع ولا تفرق وأثق كثيراً في حب جميع أبناء مكة أو الذين عاشوا على أرضها المشرفة يعشقون الفريق الوحداوي أباً عن جد ويحرصون دائماً على أن يكون هذا النادي في القمة في كل شيء وهو مؤهل لذلك لولا الصراعات الشرفية والإدارية الأخيرة التي أبعدت هذا النادي عن بطولات كرة القدم على وجه التحديد عن منصات الذهب والبطولات سنوات طويلة وطويلة جداً .. لكن الأمل موجود بشرط تحسين النوايا وأن تكون الوحدة وحدة بالفعل وليس مجرد اسم وليس له من اسمه نصيب من أجل أن يبحث كل شخص عن دور البطل أو المنقذ .. وآخرين يترصدون له بالتخريب والإفساد على طريقة (أنا ومن بعدي الطوفان).
ولا أخفيكم أنني خرجت من مقر الوحدة حزيناً على ما شاهدت .. ويومها وأنا على الخط السريع عائداً إلى جدة كنت أردد في نفسي .. إنها مشكلة لن يحلها إلا سلطان بن فهد لأنه رجل الرياضة السعودية الأول وحكيمها ويعرف كيف يتعامل بحنكة في معالجة مثل هذه الأمور إما بقرارات حاسمة لأن بعض المواقف تحتاج إلى صاحب قرار ولا أخاله إلا سلطان بن فهد.
وقبل أيام سعدت بسماع خبر زيارة الأمير سلطان بن فهد الرئيس العام لرعاية الشباب لمقر نادي الوحدة وقلت قرب الفرج .. وهذا هو سلطان الرياضة السعودية لا يمكن أن يكتفي بالمتابعة من خلف مكتبه أو من خلال ما يصله من أخبار أو تقارير بل يحرص على التواجد شخصياً في مكان المشكلة وأنا متفائل كثيراً بزيارة الأمير سلطان لنادي الوحدة غداً الأحد وحسب ما عرفت أنه سوف يستمع لجميع آراء الشرائح الوحداوية من أعضاء شرف وإدارة وجماهير ولاشك أنه يملك القدرة على إعادة الأمور الوحداوية إلى نصابها .. فالوحدة كنادٍ عريق له مكانة خاصة في قلب سلطان بن فهد شأنه شأن جميع الأندية الأخرى.
وأمام هذا الحرص لابد على كل الوحداويين بجميع مشاربهم أن يضعوا الحقيقة كاملة على طاولة رجل الرياضة السعودية الأول وتجنيب المصالح الشخصية وأن تذوب الأنا في الجماعة لأن يد الله مع الجماعة .. ولاشك أن النسيج الاجتماعي الفريد من نوعه والمتواجد في مكة بحكم وضعها الديني يمنح الوحدة فرصة الاستفادة من إمكانيات بشرية هائلة من لاعبين على مستوى كبير لجميع الألعاب وعقول إدارية لا نظير لها .. وأهل مكة لهم نجاحات كبيرة في جميع المجالات الاجتماعية وكم قدمت مكة من أشخاص وأدباء وقامات تفخر بها السعودية ولاشك أن الدكتور محمد عبده يماني وزير الإعلام الأسبق والدكتور صالح بن ناصر أحدهم والقائمة تطول وتطول لأن مكة المكرمة مدينة غير كل المدائن بل هي أم القرى وهي من يتوسط الكرة الأرضية .. وأن ما حدث في الاجتماع الشرفي لا يليق بأهل أطهر البقاع والأمور في طريقها إن شاء الله إلى الحل طالما أن سلطان بن فهد سيكون حاضراً .. المهم أن تكون النوايا صافية والهدف واحد وهو مستقبل الوحدة .. أما أنا ابن فلان والآخر (إيش يعود) فهذه عبارات مرفوضة .. ولاشك أن الأمير سلطان يملك من الصراحة ومواجهة مثل هذه المواقف ما يساعده على حسم القضية الشائكة .. لأن في شخصية سلطان بن فهد (مجموعة إنسان) فهو طيب القلب مع المحترمين .. وشديد وحازم وصارم وقت ما يحتاج الأمر ذلك، وأتصور أن أحداث الوحدة تحتاج إلى صرامة وشدة الأمير سلطان لأن الطيبة أحياناً لا تصلح في بعض المواقف على غرار المهازل التي حدثت في الوحدة.