|


خالد قاضي
لجنة المسابقات تخرج من فكرة العقارب
2010-07-03
أنا أفكر إذاً أنا موجود .. الواضح أن لجنة المسابقات وهي المناطة بإعداد الجداول وتنظيم المسابقات الكروية المحلية قد رفعت بالفعل هذا الشعار وهي تجهز للموسم الكروي المقبل .. ولأن الدوري هو البطولة الأهم فنياً فهو حديث الصغير والكبير دائماً وهو البطولة الأطول زمناً ويعتبرها الكثير من نقاد العالم أنها المقياس الحقيقي لأفضلية أي في فريق في أي بلد.
وعندما تبدأ لجنة المسابقات لمواكبة التطورات والخروج من قمقم الأفكار القديمة والتي أكل عليها الدهر وشرب، فإن هذه خطوة لاشك أنها تسجل لهذه اللجنة والتي وجدت مباركة من اتحاد الكرة .. فالجماهير السعودية لم تسمع منذ بداية الدوري السعودي الممتاز إلا بنظام واحد وهو (عقارب الساعة) والذي كان مطبقاً في إعداد جدول الدوري إلى الموسم المنصرم وهذه المرة كان التفاعل من لجنة المسابقات موجوداً مع كل الآراء التي طرحت .. وأحمد الله أن أصواتنا التي بحت وجدت أخيراً من يسمع لها وهذا مانريده من اتحاد الكرة وليس بالضرورة أن تكون آراء الإعلام كلها مطلوباً تنفيذها ولكن لانطالب إلا بالمنطق والمعقول ولانجادل إلا بالتي هي أحسن .. من حقي أن أكون أكثر سعادة لأنني كنت من أكثر المطالبين بإلغاء عقارب الساعة حتى أصابني الملل من كثر ما كتبت ووصلت إلى مرحلة الإحباط لكن لجنة المسابقات أعادت لي البسمة وطبقت ما سبق أن طرحته من تغيير نظام عقارب الساعة، وأن هناك ألف فكرة يمكن أن تطبق، وأن هناك معايير منها توزيع الفرق على ثلاثة أو أربع مستويات، ولا بأس من الاستفادة من القرعة الموجهة وليس العشوائية.. بمعنى أن يلعب الفريق مباريات منوعة وموزعة على جميع المستويات .. ولأنني دائماً أداعب الأخ العزيز طارق كيال الذي سبق له أن تحداني في أن أضع جدولاً للدوري.. وبالفعل وضعت أكثر من جدول وأعترفت له بأن المهمة صعبة لسبب بسيط هو أنك لاتستطيع إرضاء جميع الفرق وهذا ما وافقني عليه طارق كيال .. ونفس الإشكال الذي تعرضت له في وضعي لجدول مقترح حدث بالفعل مع الجدول الرسمي لأن إرضاء جميع الفرق صعب للغاية لذلك أعجبت بأن لجنة المسابقات استخدمت طريقة ذكية للتخلص من الإحراجات وهي إدخال القرعة إلى مزيج الخلطة السرية لنظام جديد .. فالقرعة عمياء ولاتجامل ولاتختار فكان الحل الوسط .. قرعة وتوزيع مستويات .. ومنح الأفضلية في توزيع المستويات استناداً على ترتيب الفرق في الدوري الماضي .. حتى لجنة المسابقات وتأكيداً على أن الموضوع فيه من الصعوبة أجلت تحديد الملاعب ومواعيد المباريات وهو ما عجزت عنه لجنة كاملة بحضور مندوبي الأندية والأمانة وهيئة دوري المحترفين.. وهي المهمة التي كان يريد مني طارق كيال أن أقوم بها لوحدي.
إن توزيع الـ14 فريقاً بعد زيادة فرق الدوري جاء منطقياً وعلى أربع مجموعات الأولى ضمت الاتحاد والنصر والهلال .. والثانية الأهلي والوحدة والشباب .. والثالثة الاتفاق والقادسية والحزم والفتح .. والرابعة الرائد والفيصلي والتعاون ونجران .. وكل فريق حمل رقم ترتيبه في الدوري الماضي فخرجت القرعة راضية مرضية عنها إلا من البعض، والدليل أن رئيس التعاون محمد السراح تظلم من أن فريقه وقع مبكراً في فخ الكبار من أول ثلاث مواجهات.. الأولى أمام الهلال والثانية أمام الشباب والثالثة أمام النصر، وهذا يؤكد أن إرضاء الجميع غاية لاتدرك وهو ماحاولت أن أتداركه في جدولي المقترح ولم أنجح .. وتكفيني شهادة الأخ طارق كيال الذي أكد لي أن إرضاء جميع الفرق شيء مستحيل .. وأحمد الله أنه لاعلاقة لي بالجدول الرسمي الذي اعتمد من لجنة المسابقات لأن الأهلي سيلعب أربع مباريات سهلة على التوالي أمام الحزم والاتفاق والفتح ونجران وإلا لاستحققت لقب أهلاوي متعصب بدرجة امتياز.
عموماً شكراً لجنة المسابقات ولن أبخل على أي لجنة بأي فكرة أرى أنها مفيدة.. وهذا ما تعلمناه من صاحب الصدر الرحب الأمير سلطان بن فهد الذي تفاعل مع ما أثارته الرياضية من خلافات شرفية في نادي الوحدة أخذت منحى غير رياضي وحضاري، فما كان من رجل الرياضة الأول إلا أن ترجل عن مكتبه وقام بزيارة ميدانية وشخصية لمقر نادي الوحدة أطفأت نار فتنة الخلافات الحمراء وأعادت مياه الوحدة إلى مجاريها، وإذا كان أهل مكة أدرى بشعابها فإن سلطان بن فهد بخبرته وحنكته أدرى بمشاكل الوحدة، فقد وضع يده على الجرح وقرب بين القلوب .. ويكفي أنه قال أمام جميع الشرائح الوحداوية: أنا أتولى مسؤولية الإشراف على 153 نادياً لكن الوحدة لها مكان خاص في قلبي.