|


خالد قاضي
انفجار أوغندا اغتال مونديال 2010م
2010-07-17
إذا كانت جنوب أفريقيا نجحت بدرجة امتياز في رفع رأس القارة الأفريقية في تنظيم مونديال 2010م في هذه البلاد التي دفع زعيمها الأسطوري نيلسون مانديلا 27 عاماً من حياته في زنزانة تحت الأرض من أجل محاربة ونبذ العنصرية ورغم أن الرجل تجاوز التسعين عاماً بعامين إلا أنه حمل على كاهله هموم وتعب السنين وحرص على الحضور إلى ملعب سوكر سيتي في العاصمة جوهانسبرج حيث موقع الحدث الكروي الأبرز في يوم 11 يوليو والموقعة العالمية الحاسمة بين الأسبان والهولنديين وكأنه يقول أنا هنا معكم ومن حقي أن أشارككم هذا الإنجاز لأن جنوب أفريقيا خرجت بالفعل من عتمة العنصرية البغيضة.
وسط هذا الإنجاز الأفريقي التاريخي الذي شد إليه الملايين حتى شاكيرا غنت ورقصت لأفريقيا في الافتتاح والختام كانت هناك أيادي الغدر الحقيرة وهي تتصيد الأبرياء من عشاق الكرة والمتعة والذين كانوا يتابعون المباراة النهائية على المونديال في إحدى ساحات العاصمة الأوغندية كمبالا وحدث الانفجار الإرهابي الذي يحزنني أنه حدث من أشخاص لا دين لديهم ولا نخوة أو مروة أو حتى ذرة من الإنسانية .. يحزنني فعلاً أنهم ارتدوا عباءة الإسلام واختفوا وراء شعارات إسلامية في وقت الإسلام هو دين السلام والحوار وليس دين العنف لكن هؤلاء الجهلة جعلوا من الإسلام عرضة للإعلام وفي توقيت كان فيه العالم يستمتع بنجاح أفريقي ويترقب بطل كأس العالم.
إن الذين قضوا نحبهم في الانفجار والذين تجاوز عددهم 74 قتيلاً غير المصابين والذي اعترف بمسؤوليته شباب من الصومال يتفاخرون بإسلامهم رغم أن الإسلام منهم بريء براءة الذئب من دم ابن يعقوب لم يكون بمقدورهم معرفة البطل لأن الانفجار حدث قبل نهاية المباراة بدقائق .. ما ذنب هؤلاء الأبرياء .. وهل من المنطق أن يتفاخر رجال في الصومال بأنهم انتصروا للإسلام بهذه الانفجارات الذي أقل ما توصف به أنها دنيئة وخسيسة وتعكس جهل وضحالة تفكير من دبر لها أو من نفذها والأدهى والأمر أنهم يتوهمون بأنهم شهداء في وقت أساؤوا فيه لصورة الإسلام وكأن الإسلام تنقصه مثل هذه الأفكار التكفيرية الهدامة.
لماذا يصور هؤلاء الجهلة الإسلام وكأنه دين القتل والسفك وإهدار دم الأبرياء؟ وكم أعجبني ما قاله رئيس أوغندا وهو لماذا ترك هؤلاء الجبناء مواجهة العسكر والجيش وذهبوا لقتل أبرياء جمعهم حب كرة القدم والسلام .. وكأن هذه القارة أفريقيا مهما احتفلت فهي على موعد مع الأحزان والقتل .. وعلينا أن نقارن بين احتفالات كأس العالم في أسبانيا والروح الرياضية التي أظهرها الفريق الهولندي رغم خسارته في ملعب سوكر سيتي .. بينما في الدولة المجاورة أوغندا أشلاء قتلى من جميع الجنسيات وكأن الإرهابيين الصوماليين حققوا في نظرتهم القاصرة إنجازا يفوق إنجاز فوز أسبانيا بكأس العالم .. وهذه ثقافة مجتمع في يوم واحد الجميع شاهد الثقافة الأوروبية والروح الرياضية وفي نفس اللحظة ظهر الجهل الصومالي ومن يدعمه من القاعدة أو غيرها.

برشلونة بطل كأس العالم
ـ كنت ومازلت أكرر بأن إنجازات منتخبات الدول تبدأ من نجاح وتطور الأندية المحلية .. ومن يكرر أسطوانة أن اتحاد الكرة السعودي أو أي اتحاد محلي هو المسؤول عن إعداد النجوم فهذا كلام غير منطقي وأسطوانة مشروخة ربما نسمعها كثيراً من مدربي المنتخبات في العالم العربي والسعودية والخليج .. ولأن كأس العالم الأخيرة 2010 لابد أن نخرج منها بدروس مستفادة فإن ما تحقق للكرة الأسبانية في هذا المونديال لم يكن بفضل جهود الاتحاد الأسباني لكرة القدم بل جاء بصناعة وإعداد بل وإخراج من فريق برشلونة الذي أجزم بأنه هو الذي حقق كأس العالم لأسبانيا وليس اتحاد الكرة الأسباني كيف لا وبرشلونة قدم 7 من نجومه حتى وإن كان الحارس الكبير كاسياس هو حارس الريال .. وهذا الإنجاز لاشك أنه سيرفع من شعبية برشلونة داخل بلاد الأندلس وخارجها .. هل نتعلم من تجربة برشلونة ويكفي أن يتفاخر المسؤولون في الاتحادات العربية بأنهم هم من يصنعون النجاح وينسون جهود الأندية والعاملين فيها في الإنجازات والبطولات .. وكم من البطولات حققتها الكرة السعودية ولم نسمع في يوم ما كلمة شكر أو تقدير من اتحاد الكرة للأندية وأعضاء الشرف الداعمين .. لماذا لا نعمل بطريقة تكاملية؟ ولماذا تتحول الاتحادات العربية وكأنها سيف مسلط على رقاب الأندية تفرض عليها العقوبات وكأن المتطوعين في الأندية هم موظفون في اتحاد الكرة .. ليس عيباً أن نتعلم من تجربة الأسبان حتى وإن كانوا يعشقون (الثيران).