|


خالد قاضي
فرق أوروبا (ملطشة) للفرق السعودية
2010-07-24
هل تطور مستوى الفرق السعودية الكروية بهذه الصورة الكبيرة بين ليلة وضحاها حتى أصبحت تهزم الفرق الإيطالية والألمانية والبرتغالية والنمساوية ليس بالأربعة أو الخمسة ولكن وصلت إلى حد الفوز بالعشرة والأحد عشر هدفاً كما حدث لفريق النصر في بداية معسكره في إيطاليا عندما هزم فرقاً إيطالية حتى وإن كانت مغمورة بالعشرة والأحد عشر هدفاً.. هل يعقل هذا الكلام وما هي الحقيقة؟ هل تخلفت الكرة في إيطاليا وألمانيا ودول أوروبا حتى أصبحت تردد عبارة (حرام كفاية) في منتصف الشوط الثاني وما هي هوية هذه الفرق الأوروبية التي نسمع بها لأول مرة؟.. فالأمر أصبح مكشوفاً عند أصغر مشجع كروي سعودي يدخل على عالم الإنترنت ومواقع الأندية الأوروبية.. فالنصر هزم ثلاثة فرق من إيطاليا بنتائج لا علاقة لها حتى بكرة اليد وليس كرة القدم وأعتقد لو أن النصر مثلاً وهذا على سبيل المثال وليس التقليل لو لعب أمام رابطة جماهيره فإنه لن يفوز بهذه النتائج.. ربما يكون النصر قد لعب أمام فريق (الطباخين) أو فريق (الروم سيرفس) في الفندق الذي يقيم فيه في إيطاليا حتى يفوز بهذه النتائج الفلكية.
وحتى لا يغضب النصراويون ويتهموني بأنني أتهكم على فريقهم أو معسكرهم فقد انتقدت الفريق الاتحادي قبل سنوات عندما كان يعسكر في إحدى الدول الأوروبية مع المدرب الروماني يوردانيسكو ويومها فاز الاتحاد 18 ـ 0 قبل أن يوقف يوردانيسكو المباراة ووصفها بالمهزلة رغم أن الزميل عدنان جستنية في ذلك الوقت حاول أن يلطف النتيجة ووزع خبراً عبر المركز الإعلامي بأن المباراة انتهت 4 ـ 0 وكان يومها الزميل عدنان مديراً للمركز الإعلامي.. وبعدها اعترف عدنان بأن خبر "الرياضية" صحيح ولكن بعد فترة طويلة.
الشاهد في الموضوع أن هذه المقدمة تنطبق على جميع الأندية السعودية المعسكرة في أوروبا.. فالنصر ليس عيباً أن يخسر من اليوفنتوس بالأربعة طالما أن التجربة مفيدة.. وما يقال عن النصر ينسحب على الأهلي الذي لعب أمام فرق مجهولة الهوية ولا مكان لها حتى على الإنترنت، وكذلك الاتحاد الذي قابل فريقاً برتغالياً اسمه (فاطيما) فهل سمع أحدكم بالله عليكم بهذا الفريق؟.. والهلال إلى حد ما احترم خياراته في المباريات الودية رغم فوزه على فرق نمساوية بخماسية وهذه منطقية إلى حد ما.. على اعتبار أن الهلال اختار اللعب مع ليفربول الإنجليزي العريق لكن الأمطار ألغت المباراة.. وتعادل مع فريق كولون الألماني سلبياً وهو فريق معروف.
وحتى لا يغضب مني جمهور فريق معين فأنا أتكلم على العموم، فالشباب يعسكر في ألمانيا وكذلك الاتفاق والفتح في ألمانيا والرائد في البرازيل ولا تستغربوا لو سمعتم قريباً الرائد هزم فريقاً من البرازيل بسبعة أو ثمانية أهداف.. ولا ننسى الوحدة في البرتغال فاز على فريق برتغالي.. أكرر السؤال الذي بدأت به هل انهارت الأندية الأوروبية بهذه الطريقة لدرجة أنها أصبحت (ملطشة) للفرق السعودية في نتائج لم تكن لتتحقق حتى لو أنها شاركت في دورة المصيف في الطائف؟
لماذا لا نعسكر في الهند أو بنجلاديش أو سريلانكا أو نيبال طالما أننا نبحث عن الفوز بأكبر عدد من الأهداف أم أن المعسكرات الأوروبية للأندية السعودية أصبحت من باب الترف وتغيير الجو وإهدار ميزانيات الأندية بحجة أن الطقس هناك بارد ولدينا الطائف وأبها والباحة؟.. أذكر أن فريق الأهلي في التسعينات في وقت كان يحصد فيه البطولات ويقدم أجمل كرة في الفترة الذهبية لقلعة الكؤوس كان لاعبو الأهلي يعسكرون في جدة ومع ذلك كان الطقس هو نفس الطقس لكن نوعية ونجومية اللاعبين غير الفترة الحالية ولاحظوا لم يكن هناك احتراف أقصد (انحراف)!
إن المعسكرات الخارجية للفرق السعودية أصبحت مجرد تقليد أعمى حتى للأندية التي تعرضت لعجز مالي ومنها النادي الأهلي.. إن إدارات الأندية تعشق التفاخر أمام الإعلام والجماهير على أنها أقامت معسكرات خارجية وما أن يمر نصف الموسم الكروي إلا وتظهر المشاكل المالية والعجز المالي وهذا ما أتوقعه وتذكروا كلامي طالما أن الأندية تتعامل مع الأوضاع المالية على طريقة (اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب).
حتى فريق الرائد مع احترامي لموارده المالية التي طالما اشتكى منها هو والاتفاق والوحدة والتعاون أقاموا معسكرات خارجية على طريقة (مع الخيل يا شقراء).