|


خالد قاضي
وإن ما كبرت .. ما بتصغر!
2010-07-31
يبدو أن المثل الشعبي السوري الذي يردده أبطال مسلسل باب الحارة الشهير والذي يقول (إن ما كبرت ما بتصغر) قد أصبح شعاراً ملازماً لكل القضايا الرياضية السعودية.. وقضية المدرب الوطني السعودي هي قضية سوف تكبر وتكبر ولن تصغر.
عندما انتقدت اتحاد الكرة قبل أشهر بأن تكليف المدربين الوطنيين خالد القروني لمنتخب الشباب، وعمر باخشوين لمنتخب الناشئين لم أفكر في انتقاد أشخاص وإنما أنتقد عملا معيناً وقلت يومها ومازلت متمسكاً برأيي بأن خبرة وإمكانات القروني وباخشوين لن تمثل إضافة أو نقلة فنية لمنتخبات سنية تعول عليها الكرة السعودية في مستقبلها .. فالقروني سبق وأن أخذ من الفرص مع منتخب الشباب على وجه التحديد وحتى غيره من الأجانب المغمورين لم يكتب لهم النجاح، وسبق وأن انتقدت التعاقد مع مدربين من سويسرا للشباب والناشئين وهذا يؤكد أنني أنتقد عملاً ولست ضد أشخاص بعينهم .. فالقروني حقق المركز الرابع في دورة المصيف المتواضعة وخسر أمام منتخب الطائف على مباراة المركز الثالث في دورة صعد فيها الربيع إلى النهائي وخرج بالترجيح من أمام أولمبي عمان.. وكيف أقتنع عندما يقول القروني إنه يجهز هذا المنتخب لمونديال 2014م .. يا رجل خلينا نتأهل وبعدين يحلها الحلال .. وللأسف هناك من خرج علينا وهو يدافع عن القروني ويقول إن الهدف في دورة المصيف كان تجربة اللاعبين وأن بطولتي الخليج وآسيا في الصين هما الهدف الحقيقي وإنا لمنتظرون، لكن من المخجل أن نضحك على بعضنا البعض وهي كارثة مستقبلية للكرة السعودية يتحمل مسؤوليتها اتحاد الكرة وأتمنى أن يكون رأيي خاطئاً من أجل عيون الكرة السعودية.
ولأنه ليس من حقي مصادرة آراء الآخرين لكن في المقابل من حقي أن أطالب مدربين وطنيين لهم معزة خاصة في نفسي أمثال الكابتن صالح المطلق والكابتن علي كميخ اللذان علقا على رأي قلته في القناة الرياضية بأن على المدرب الوطني أن يتعامل مع الأندية بالعقود الرسمية شأنه شأن أي مدرب أجنبي .. واستغربت التعليق من الأخ صالح المطلق وبعد أن انتهت مداخلتي وهو يقول .. كيف يتكلم خالد قاضي عن الكرة والأمور الفنية وهو لم يلعب كرة القدم .. ولا أدري من أين خرج لنا بهذه المعلومة التي إن كانت تلامس المنطق والواقع فإن جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم لا يفهم في الكرة على اعتبار أنه لم يلعب كرة قدم وقبله هافيلانج .. وكثير من رؤساء الأندية في السعودية والعالم الذين قادوا أنديتهم إلى نجاحات وإنجازات تاريخية رغم أنهم لم يمارسوا كرة القدم .. يا كابتن صالح ليس بالضرورة أن أكون كابتناً سابقاً للمنتخب السعودي حتى ترضى أو تعجب بآرائي مع أنك في بداية الحلقة وصفتني بالناقد المعاصر والخبير والفاهم وبعد ذلك سحبت كلامك لمجرد أن رأيي لم يعجبك .. وحملت الإعلام مسؤولية فشل المدرب الوطني وسألتك يومها ولم تجب لماذا وأنت كنصراوي لم تقنع أي إدارة من إدارات النصر على توقيع عقد طويل الأجل مع ابن النصر ناصر الجوهر.
وبعد المطلق بيوم خرج المدرب الوطني الكميخ وحزنت على طريقة رده على كلامي بأن هناك عقودا وحزنت أكثر لأن علي كميخ حتى الآن لا يفرق بين خطاب تكليف من ناديه أو عقد تدريب محترم يضمن للمدرب شرطا جزائيا ومواصلات وسكناً وتأمينا طبياً .. هل سمع أحدكم في يوم أن مدربا وطنيا أقيل وطالب بشرط جزائي حتى لو 100 ألف ريال؟ كلهم دربوا الفرق بالتليفون فقط وفي مقدمتهم القروني الذي درب عشرة أندية سعودية بالهاتف وآخرها فريقه السابق الرياض الذي هبطه إلى الثانية .. ولن أقتصر على القروني حتى لا يفسر أنه موقف شخصي والعياذ بالله .. في الأهلي يوسف عنبر درب الفريق الأول بالهاتف وربما بدون خطاب تكليف.. وحسن خليفة في الاتحاد درب تحت بند (الفزعة) لمباراتين أو ثلاث حتى يصل سعادة المدرب الأجنبي الجديد.
هل يستطيع إن كان المطلق أو كميخ أو أي مدرب وطني إن كان الخراشي أو ناصر الجوهر أو حتى الزياني وإن كان الثلاثة الآخرين لهم وضع خاص ولا ينكر أحد إنجازاتهم لماذا تحول جميع المدربين الوطنيين إلى محليين في قنوات فضائية ووكلاء لاعبين وسماسرة وتركوا مهمتهم الأساسية؟ هل هذا دور الإعلام وهل يستطيع إعلامي أن يجبر رئيس ناد على تعيين مدرب وطني للفريق الأول رغم أن الكميخ لا يزال يرى أن إنجازات الوطني مقتصرة على بطولات سنية أو الصعود بفريق من الثانية إلى الأولى.
ألم أقل لكم في البداية إن قضية المدرب الوطني (إن ما كبرت ما بتصغر).