|


خالد قاضي
الرئيس أكبر من المناصب
2010-09-04
يشفع لي عندما أطرح رأياً حول هيكلة إدارات الأندية وتوزيع المهام فيها.. أو رأي أجد فيه أنه مناسب للطرح وأقدمه لاتحاد القدم أو أي لجنة عاملة.. السنوات الطويلة التي منحتني الكثير من التجارب والاحتكاك مع الكثير من إدارات الأندية سواء التي تعاقبت على الأهلي أو الاتحاد أو غيرهما من الأندية السعودية التي أكن لها كل تقدير وأسعد بأي نجاح لها.. وعلى طاري كلمة أسعد.. لايزال الفريق أسعد عبدالكريم عضو شرف الاتحاد الفعال والمؤثر يحتفظ لي حتى يومنا هذا بأنني صاحب فكرة احتفالية الاتحاد بمرور 75 عاماً على تأسيسه.
ومع احتفاظي بميولي الخاصة إلا أنني لن أبخل وهذا عهد علي مع أي ناد من أندية بلادي الغالية أو مسؤول رياضي بفكرة أو اقتراح من حق الطرف الآخر أن يأخذ به أويسمعه من أذن ويخرجه من الأخرى، وهذا شيء لن يمنعني من الاستمرار في سياسة إسداء النصيحة.. وليس بالضرورة أن يكون كل رأي أقوله صحيحاً لأنني لست نرجسياً بهذه الصورة.. وكم من الآراء تراجعت عنها خاصة في الأمور الفنية الكروية على اعتبار أن كرة القدم لعبة ليس لها مقياس.
ويوم الأربعاء الماضي.. وفي (ربوعية) الأمير خالد بن عبدالله التي اعتدنا عليها أسبوعياً منذ سنوات طويلة في منزله العامر والتي تجمع الرياضيين بكافة ميولهم.. كنت أتحدث مع أبو فيصل وطرحت عليه تساؤلاً قديماً طالما راودني: هل بالضرورة أن يتولى رئيس النادي أياً كان في الأهلي أو غيره مسؤولية الإشراف الشخصي على كرة القدم؟ وأجابني بكل خبرته.. وقال: عن نفسي أنا لن أتردد في تقديم الدعم المالي والمعنوي ولكن هذا الموضوع أتركه لأي رئيس في النادي الأهلي، فهو صاحب القرار وهو صاحب الصلاحيات الكاملة في توزيع المهام واختيار المسمى الذي يفضله.
وبعد نهاية اجتماع المكتب التنفيذي يوم أمس الأول، وبما حمله من قرارات لانتشال الفريق الكروي المنهار نقطياً ومعنوياً في أولى جولات الدوري وتوقف قطاره في المحطة رقم 3 من 12 نقطة كانت في متناول يد الفريق الأهلاوي، والذي سجل أكبر حالة تناقض في الدوري وهي أنه أول فريق ربما في العالم يتعرض لثلاث هزائم من أربع ويضم في صفوفه هداف الدوري وأقصد به الحوسني برصيد 5 أهداف، وكان من بين القرارات تنازل الأمير فهد بن خالد رئيس النادي عن منصب الإشراف على الكرة وإسناده للأهلاوي المخضرم طارق كيال، وأقول: المخضرم لاعباً ومشرفاً سابقاً على الكرة ونائب رئيس لجنة المسابقات في اتحاد الكرة إلى جانب حبه الكبير لناديه في الحلوة والمرة، بعكس بعض أعضاء الشرف الذين لازالوا يبحثون عن بطولات شخصية حتى عندما يكون الأهلي داخل غرفة الإنعاش وكأنهم يريدون القضاء عليه بدلاً من الوقوف معه ولو بالكلمة الطيبة.
ربما سعدت باختيار طارق كيال وكذلك تنازل الأمير فهد بن خالد عن هذا المنصب الساخن لعدة اعتبارات ربما إنني صاحب الاقتراح.. وثانياً لأنني مؤمن بشكل كبير بأن رئيس النادي في الأصل والكلام لجميع الأندية هو مشرف على جميع الألعاب في النادي أوتوماتيكيا من خلال منصبه كرئيس للنادي.. وأن ابتعاد الرئيس عن المواجهة المباشرة مع الجماهير والإعلام وأحياناً الضغط الإعلامي ستكون في صالح النادي.. لأن احتراق بطاقة الرئيس سوف تحرق الإدارة بأكملها.. والجميع يعرف أن اللائحة تقول بأن استقالة الرئيس تحل مجلس الإدارة بأكمله.. ولعل ما حدث في تنفيذي الأهلي هو أن الأمير فهد بن خالد رجل محب للأهلي ويرحب بالآراء ولا يبحث عن مجد شخصي أو أضواء أو إعلام أو فضائيات واختياره لطارق كيال يسجل له وإن كنت من البداية ضد تعيين الأخ العزيز غرم العمري مديراً للكرة ليس من أجل شخصه ولكن هذا المسمى يحتاج إلى خبرة أكبر من خبرة غرم العمري.
كما يسجل للمجلس التنفيذي الذي جاء اجتماعه في الوقت المناسب وقبل خراب مالطة سرعة التعاقد مع مدرب كبير بحجم صربي غانا والذي تكفل به مالياً الأمير فهد بن خالد مشكوراً إلى جانب تكفل الأمير خالد بصفقة الحوسني الأكثر من رائعة.. ولكنني أعترف أنني أصبت بعقدة حقيقية من عبارة أن يترك كل شيء للمدرب.. ويكفي ما حدث للأهلي مع فارياس وقبله الفارو.. والتعيس سوليد.. وعلى قول المثل الشعبي القائل (إللي تلسعه الشربة.. ينفخ في الزبادي).. فالمدرب الصربي لاشك أنه سجل نجاحات مع منتخب غانا.. ولكن أقولها من الآن لابد أن يكون لإدارة الكرة ولطارق كيال جلسة مطولة مع المدرب لإيضاح كل الأمور له لأن لكل أبناء بلد عادات وتقاليد.. وعلى طريقة أن الأهلي ليس لديه ما يخشى عليه فإن صديقاً أهلاوياً سألني أمس: هل أنت متفائل بالأهلي؟ فقلت له: طبعاً متفائل. ورد: على أي أساس متفائل؟ وكانت إجابتي: السبب بسيط وهو أن المقبل لن يكون أسوأ مما حدث.. فالأهلي الآن كالغريق لن يخشى من البلل إلا إذا وافق الاتحاديون على الخسارة في يوم 7 شوال من أجل حل مشاكل جارهم القديم.