|


خالد قاضي
لمن سيكون الموال .. يوم 7 شوال؟
2010-09-11
في ليالي رمضان الكريم الذي ودعناه قبل ساعات بكل الحب على أمل أن يمتع الله الجميع بالصحة والعافية وطول العمر في رضاه سبحانه وتعالى .. لم تخل المجالس والبرامج الرياضية والحوارية في القنوات الفضائية الرياضية والمنتديات وحتى في المقاهي والاستراحات من المناقشات الرياضية الساخنة، خاصة أن أربع جولات دورية ساخنة كحرارة الطقس في مدينة جدة انقضت مع أمسيات الشهر الكريم .. وهاهو النقاش يتجدد في أيام العيد التي لايخلو منزل أو مجلس من محبي الكرة المستديرة المجنونة التي تلاعبت بأعصاب عشاقها .. وتراقصت بمشاعرهم، لدرجة أن أفراح الكثيرين وأحزانهم ارتبطت بهذه المدورة المجنونة التي ليس لها صاحب ولا صديق، وتتمرد أحياناً حتى على من يعطيها الأفضلية والسيطرة الميدانية، فكم من الفرق كانت الأفضل وخسرت النتيجة .. والجماهير لا ترحم وليس هناك في تاريخ الكرة من يدون للأفضل ولكن الفائز هو من يخطف الكعكة ويسعد الجماهير .. فأنت عندما تكون خارج أسوار الوطن الغالي ولك فريق تحبه وتتابع نتائجه فإن أول سؤال تسأله صديقك بالهاتف .. كم انتهت المباراة .. ولا يهمك كم فرصة ضاعت أو من لعب أفضل.
ومع كثرة القضايا الرياضية إلا أن المواجهة المرتقبة بين قطبي الكرة في المنطقة الغربية الأهلي والاتحاد، وأبدأ بالأهلي لأن مباراة الخميس المقبل على أرضه حسب جدول الدوري .. وأقول إن التنافس تقليدي، وكلمة تقليدي لاتعكس الواقع الذي يعيشه كل فريق .. فالأهلي وهذه حقيقة ربما فقد بشكل مبكر حظوظه في بطولة الدوري لأنني متمسك بعملية حسابية بسيطة جداً وهي أن فريق يخسر ثلاث مباريات فإن عليه أن لايفكر في المركز الأول .. بعكس الاتحاد الذي حصد 12 نقطة من أربع جولات رمضانية نقاطاً ومستوى وأهدافاً .. تاركاً جاره القديم الأهلي ينزف النقاط على طريقة بيدي لابيد عمرو .. ولأن كرة القدم كما تعلمنا ورسخت الفكرة في الأذهان بأنها لعبة لا تعترف بالمقاييس الفنية .. فالمباراة تمثل للأهلي الخروج من عنق الزجاجة أو مغادرة غرفة الإنعاش .. لأن الأهلي ليس لديه ما يخشاه وليس عليه ضغوط نفسية لأن وضعه يذكرني بأغنية (غرق الغرقان أكثر) هذا إن فاز الاتحاد وهذا ليس ببعيد قياساً بالأمور الفنية والنفسية وروح البطولة والاستقرار التدريبي والإداري إذا عرفنا أن مانويل جوزيه مستمر فيما دخل الأهلي في مرحلة تدريبية جديدة بعد تجربة النرويجي المغمور سوليد والتي انتهت كفقاعة صابون لأن ما بني على خطأ فهو خطأ.
ربما تكون الضغوط النفسية على الاتحاد أكبر .. فالأهلي من يصدق إنه قدم أسوأ مبارياته أمام الحزم في جدة ومع ذلك فاز وقدم أفضل كرة هجومية أمام الاتفاق وخسر على اعتبار أن الأهلي أهدر خمس فرص تسجيل مؤكدة .. وأمام الفتح خسر الأهلي بمباركة سوليد .. وخسر أمام نجران قبل أن تبدأ المباراة، فالأهلي غادر جدة إلى نجران وهو مهزوم معنوياً قبل أن يخسر في الملعب.
الاتحاد في المقابل وإن كان هجوم الأهلي الضارب سيكون مدعماً بعودة سيموس، فهو يضم الهزازي صاحب الرأس التي لاتخطيء الشباك .. وزيايه صاحب القوة التهديفية المزدوجة، وأقول بأن الاتحاد أخطر لأن الكرة الجماعية فيه ظاهرة للعيان والفريق الاتحادي يتحرك داخل المستطيل وكأنه كتلة واحدة دفاعاً وهجوماً وخاصة من الجهة اليمنى التي سجل فيها البرتغالي المدافع باولو إضافة هجومية قوية إن نجح الأهلي في تعطيلها فسيكون قد أوقف جبهة اتحادية خطيرة .. حتى مارسينهو الذي أظهر براعة كبيرة في وسط الأهلي في الموسم الماضي لم أشاهده في الأربع جولات الدورية في هذا الموسم، وأعتقد أنه خذلني وجعلني أراجع آرائي قبل أن أقولها ستكون عليه مسؤولية تموين القوة الهجومية الرباعية الأهلاوية .. وإن كان مارسينهو قد خذل الجماهير الأهلاوية فإن هذا الكلام ينسحب على واندرسون .. ألم أقل لكم إن الأهلي فريق المتناقضات .. ثلاث هزائم ويضم في صفوفه هداف الدوري عماد الحوسني الذي سيكون ضيفاً ثقيلاً على المنتشري والصقري وتكر في مباراة الخميس.
ويبقى السؤال الصعب الذي لن تجيب عنه إلا صافرة النهاية لحكم مباراة الخميس .. وإن كنت أرى أن نظرية الضعف يولد قوة قد تفرض نفسها على المواجهة .. فالجميع يتذكر عودة الاتحاد من بطولة الأندية في اليابان ورغم ذلك أخرجه الأهلي من بطولة بضربات الترجيح .. حتى عندما حقق الأهلي بطولتين في شهر واحد من أمام الاتحاد لم يكن الاتحاد ذلك الفريق المتواضع .. وكان مدرب الأهلي يومها المغمور نيبوشا .. مع كل هذا أتصور أن الاتحاد فريق قادر على مواجهة كل الضغوط والدليل عندما تفوق على الهلال في الرياض في الموسم الماضي وحقق كأس الأبطال.