|


خالد قاضي
هل تنتظرون (كارثة)؟
2010-09-18
فاز الاتحاد (لاجديد).. وهذا ليس خبراً عاجلاً يستحق أن يشد أنظار الجماهير الكروية، وخسر الأهلي للمرة الرابعة في الدوري على التوالي ولن يكون المقبل أفضل، حتى العقلاء من عشاق الأهلي الذين يفهمون في كرة القدم رفعوا أيديهم شكراً لله على أن الاتحاد اكتفى بثلاثة أهداف فقط ولم يجعلها تاريخية في ظل أخطاء فادحة ارتكبتها الإدارة ولا أقول اللاعبين.. عندما انساقت وراء رغبات المدرب التعيس النرويجي سوليد باختيار مهاجمين وإهمال التعاقد مع محور أو مدافعين أجانب .. حتى وإن كان الطباخ الجديد الصربي ميلوفان هو طباخ ماهر بلاشك لكن المقادير سيئة ولاطعم لها ولارائحة.
وعلى قول المثل (رفسة حصان....)، فالاتحاد هو حصان الدوري وليس من حق أي أهلاوي عاقل أن يزعل على خسارة فريقه المتهالك أمام الاتحاد، لأن الأهلي خسر من فرق أقل بكثير من الاتحاد من الناحية الفنية مع احترامي لها وهي الاتفاق والفتح ونجران .. وليحمد الأهلاويون الله أنها جاءت سليمة، والواضح أن الاتحاديين راعوا حق الجيرة مع جارهم المريض الذي لايزال في غرفة العناية المركزة ويحتاج لروح جديدة ربما يحاول أن يودعها فيه القادم من غانا والذي لوح في المؤتمر الصحفي الأخير بأنه مستعد للتعاقد للأهلي مع لاعبين أجانب من غانا.. وكأنه يشير إلى عدم قناعاته بلاعبي الأهلي من خلال مشاهدته لأربع مباريات سابقة للفريق .. مع احترامي لمستوى ونجومية العماني الخلوق عماد الحوسني الذي يلعب وكأنه يرتدي 11 قميصاً أهلاوياً، أنا لا ألوم معتز ولا الريشاني ولاجفين ولكن ألوم الإدارة التي تطالب لاعبين بأكثر من إمكانياتهم لأن الكرة لعبة جماعية وليس فيها أسرار.
بعد المباراة كنت في حديث ودي مع صديق اتحادي قلت له لو أن احتياط الاتحاد فقط ارتدى قمصان الأهلي في الشوط الثاني لفاز الأهلي في المباراة لأن احتياط الاتحاد كان فيه نور وحديد والنمري.. حتى بخروج مناف أبوشقير ظل الأهلي ضيف شرف في الشوط الثاني ولم تشفع له مشاركة مالك معاذ وفيكتور.
سألني مشجع أهلاوي بعد المباراة عن الرأي الفني باختصار فقلت له: يكفي أن أقول بأن حارس الاتحاد مبروك زايد لم يمسك أي كرة خطرة طوال المباراة، ولو أن الاتحاد لعب بدون حارس لفاز في المباراة.
بعيداً عن أجواء المباراة السيناريو يتكرر وأقصد الكارثة كادت أن تحدث في ملعب جدة. وأنا أتساءل: إلى متى ننتظر إيجاد الحلول؟ هل نفكر بعد حدوث كارثة (لاقدر الله) تذهب ضحيتها أرواح مشجعي أبرياء على غرار ماحدث مع كارثة سيول جدة في نهاية العام الهجري الماضي؟ .. لماذا ننتظر الكارثة وبعد ذلك نفكر في الحلول؟ مباراة أمس الأول زحف لها من أهل جدة ومن القادمين من خارج العروس الآلاف المؤلفة من الذين يعشقون متابعة الكرة من داخل الملعب.. وهذا حق مشروع لأي مواطن أو مقيم، فالكرة متعة ومتنفس لجميع الشعوب، وبعد ذلك يعود أكثر من ضعفي الجماهير التي دخلت الملعب لأن ملعب جدة يتسع فقط لـ17 ألف متفرج، وهذا عدد بسيط جداً يعود بي إلى الذاكرة عندما حضرت مباراة كرة طائرة في الصين في ملعب مدرسة يتسع لـ40 ألف مفترج، وببساطة فإن أي ملعب تنس أرضي في أوروبا يتسع لجماهير أكثر من جماهير ملعب جدة.
الحلول بسيطة طالما أن الجميع في انتظار مكرمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إنشاء مدينة رياضية متكاملة في شمال مدينة جدة تم تسوير وتحديد الأرض المخصصة لها، وبالطبع مثل هذا المشروع يحتاج إلى سنوات وأتمنى أن تكون المرحلة الأولى خاصة بإنشاء الملعب الرياضي الذي يتسع لـ100 ألف متفرج حسب ما أعلن رسمياً من قبل شركة أرامكو المشرفة على المشروع، أرى أن الحلول المؤقتة هي زيادة المدرجات في الدرجة الثانية على غرار ماحدث مع مدرجات ملعب الأمير فيصل بن فهد بالرياض.
وأعود لاقتراح سبق أن طرحته قبل سنوات عندما لعب الأهلي والاتحاد على نهائي كأس ولي العهد وتكررت نفس المشكلة من تسلق الجماهير لمتابعة المباراة من أعلى المدرجات مما يعرض حياتها للخطر، وهناك خطر اجتماعي أكبر وهو توجه الشباب للمقاهي والاستراحات والأماكن غير المأمونة، وقد تدفعهم لأفكار هدامة أو غير أخلاقية وذلك بإقامة مباريات الأهلي والاتحاد على مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بالشرائع بمكة المكرمة بصفة مؤقتة، خاصة أن ملعب مكة يتسع لثلاثة أضعاف ملعب جدة، وهو ملعب تابع لنفس المنطقة ولنفس الإمارة من حيث موضوع التنظيم للمرور ورجال الشرطة.. إلا إذا كنا ننتظر كارثة فهذا موضوع آخر.