|


خالد قاضي
ليس بعد ياهلال
2010-10-09
من حق رئيس نادي الشباب خالد البلطان أن يفخر بفريقه الشباب شيخ الأندية وليثها الأبيض وحامل أختام أهم البطولات والمسابقات الكروية السعودية في السنوات الأخيرة بعد طول غياب عن البطولات، وما أن يذكر الشباب في كرة القدم إلا ويذكر معه صانع أمجاد الشباب الأمير الرياضي خالد بن سلطان بن عبدالعزيز وكذلك الرئيس الذهبي الأمير خالد بن سعد الذي حول هذا الفريق من فريق غائب عن البطولات إلى بطل ينافس داخلياً وخارجياً وله هيبة أمام أقوى وأعتى الفرق حتى على المستوى القاري.
وكلنا نشارك البلطان في هذا الحق المشروع؛ ولكن أن يطالب البلطان الإعلام الرياضي بمساواة الشباب بالهلال من حيث المساحات والاهتمام الإعلامي فإنني شخصياً أختلف معه حول هذه النقطة؛ لأن الإعلام الرياضي بكل وسائله المسموعة والمقروءة والفضائية لاشك يهدف إلى أمور ربحية من خلال استقطاب أكبر عدد ممكن من المتابعين والجماهير؛ ولن يكون له هذا إلا من خلال التركيز على الأندية صاحبة الشعبية والجماهيرية الأكبر؛ وهذا شيء يحدث في العالم كله، فمثلاً في مصر الأهلي والزمالك والاسماعيلي؛ حتى إن كان الآخران أقل بطولات من الأهلي فإنها هي صاحبة نصيب الأسد من الكعكة الإعلامية، وفي أوروبا وأمريكا الجنوبية يحدث مثل هذا من الإعلام.
أما من حيث المستوى الفني والأداء الرجولي داخل الملعب؛ فإن الشباب بلاشك يستحق كل تقدير من حيث النقاد والجماهير بكافة ميولهم؛ بل وترفع له القبعة من خلال مستوياته في دوري أبطال آسيا الحالي، فهو قاهر الكوريين من خلال تجاوز تشونبوك في ربع النهائي؛ وقاهر سيونجنام في ذهاب الأربعة في الرياض بأربعة أهداف صاعقة.. حتى وإن كان الكوريون قد زاروا المرمى الشبابي بثلاثية.. ولا يزال للإثارة بقية يا شباب مع الكوريين فالمقبل أصعب والمغامرة نحو النهائي لم تسدل أستارها بعد.
عندما أقول بأن الهلال هو الذي يستحوذ على المساحة الأكبر في الإعلام؛ فإن هذا في المقابل حق مشروع للهلال وحق مشروع أيضاً للإعلام ولا يقلل من مكانة الشباب فنياً أو تاريخياً ولكنها سنة الحياة.
عودة للهلال الذي خرج من موقعة أصفهان بأقل الأضرار وبخسارة هدف واحد على اعتبار أن الهلال مطالب بالفوز في مواجهة 20 أكتوبر في الرياض حتى وإن خرج متعادلاً في الذهاب أمام ذوب هان.. نعم كان بالإمكان أفضل مما كان لو أن السويدي وليهامسون هز الشباك الإيرانية من ضربة الجزاء، ولو أن رأس العابد زارت الشباك في الشوط الثاني ومثلها كرة المحياني وعبدالعزيز الدوسري، ولكن لو تفتح عمل الشيطان.. وشاء الله وما قدر فعل. لن أقول بأن مواجهة الرد ستكون سهلة؛ الفريق الإيراني فريق ثقيل على الأرض وسبق أن أخرج فريق الاتحاد السعودي من نفس هذه البطولة في الدور الأول؛ والهلال سيكون أفضل فيما لو عاد رادوي ونيفيز.
إن القوة الجماهيرية الهلالية ستكون كلمة السر للعفريت الأزرق ليخرج من مصباح علاء الدين وينتزع بطاقة التأهل للنهائي الآسيوي؛ وهي نفس الأمنية التي نتمناها للشباب من كوريا؛ وإن كنت أخشى على الشباب من قوة سونجنام المدعمة بالمهاجم الكولومبي الخطير مولينا.
إن على الهلال أن يقول كلمته بقوة في الإياب بعد أن أحرق أعصاب جماهيره أمام الغرافة إياباً في الدوحة وذهاباً في أصفهان.. ولا عزاء للباحثين عن الشماتة بانتظار سقوط الهلال والشباب؛ والأغرب من كل شيء إن هؤلاء كانوا يخجلون من إعلان عبارات التشفي والشماتة؛ ولكنهم الآن خلعوا برقع الحياء بحجة أن حب الوطن أكبر من كرة قدم؛ وهناك من أبناء الوطن من خرج على قنوات فضائية يحتفل بخسارة الهلال؛ وقبلها خرج أعضاء شرف اتحاديون يشمتون في الدكتور خالد المرزوقي ليلة خسارته نهائي كأس آسيا الموسم الماضي أمام فريق بوهانج.
لن أرسم لكم يا جماهير الهلال والشباب وجماهير كرة الوطن صورة وردية ومبالغة في التفاؤل وسهولة الموقف في مباراتي الإياب أمام سونجنام الكوري وذوب هان الإيراني؛ بل أصارحكم بأن الأمر في منتهى الصعوبة لأن أحلامكم هي نفس أحلام الآخرين، فالهلال ليس أمامه إلا الفوز بأكثر من هدف والتعادل سيقذف به خارج الأسوار، والشباب تنتظره مهمة أصعب من الأولى؛ والذي شاهد سونجنام يعرف خطورة وقوة هذا الفريق؛ وإن كنت كل ما أخشاه مستوى التحكيم الآسيوي المهزوز.. ومثال على ذلك عدم طرد الحكم الماليزي للمدافع الإيراني الذي عرقل ياسر القحطاني داخل المنطقة؛ واكتفى بضربة جزاء فقط وكأن ياسر سقط من الهواء.
وفي ظل التركيز الكامل من الهلال والشباب على تجاوز هذه المهمة؛ هناك من لايزال يكتب ويتكلم عن تأجيل مباراة الدوري بين الاتحاد والهلال وكأنها أهم من وصول فريقين سعوديين إلى نهائي القارة المؤهل لبطولة أندية العالم.