|


خالد قاضي
20ـ10ـ2010
2010-10-23
لم يحمل يوم الأربعاء الماضي في الثلث الأخير من شهر أكتوبر الجاري المصادف لتاريخ 2010-10-20 أخباراً سعيدة لجماهير الشباب والهلال.. بل حمل هذا اليوم في طياته خروجاً مريراً وغير متوقع أو منتظر من شيخ الأندية الشباب وزعيمها الهلال على يد سونجنام الكوري الجنوبي وذوب هان أصفهان الإيراني في عقر دارنا.. وأقول إنه غير متوقع لأن الشباب والهلال من أقوى الفرق السعودية فنياً في هذا الموسم من خلال أجانب مميزين ولاعبسن محليين على مستوى كبير وأجهزة تدريبية على أعلى مستوى.. ولذلك جاء السقوط الآسيوي مؤلماً لجماهير الهلال والشباب، وأقول لجماهير الناديين فقط لأنني ضد تحويل مثل هذه المواضيع إلى مبالغة في إقحام الوطنية في كرة القدم بصورة ممقوتة.. فالمصيبة حلت على رأس الجماهير الهلالية والشبابية وعلى رأس لاعبيها وإدارتي الناديين التي رفعت شعار أسطوانة (أنا المسؤول) وكأنها توفر لهم الحماية أمام التاريخ.. ولازلت متمسكاً برأيي بأن تشجيع أي فريق حتى وإن كان في مهمة خارجية هي حرية شخصية للآخرين، فمن أراد أن يشجع فهو حر ومن أراد عكس ذلك فهو حر أيضا.. ولا يجب أن ندخل ذلك في معطف الوطنية، لأن موضوع الوطنية أكبر ألف مرة من كرة قدم أو جلد منفوخ وخاصة مع الأندية، ويختلف الموضوع كلياً إذا كان مع المنتخب.. لأن المنتخب يلعب باسم الوطن والفريق يلعب باسمه.. وإذا كان مواطن مخلص يعمل طياراً أو طبيباً أو مهندساً ولكنه لا يحب كرة القدم مثلاً.. هل يجوز أن نجرده من وطنيته لمجرد أنه لايحب الكرة.. من حق كل مواطن أن يكون له ميوله وآراءه الخاصة، ولكنني في المقابل ضد المجاهرة بالشماتة وهذا ما وصلنا إليه للأسف وهي ظاهرة تستحق الدراسة حتى وإن كانت موجودة في الخفاء منذ سنوات طويلة.. إلا أنها أصبحت علنية الآن بل ويفاخر بها البعض.
الوطن في قلوب الجميع، وحرام أن نحشر حب الوطن تحت بند كرة قدم أو ضربة جزاء ضائعة.. إنها كرة قدم وليست حرباً أو مسألة كرامة.. وأعتقد أن من ذهب بالكرة العربية في 60 داهية وخاصة في منافساتها مع بعضها البعض (تسييس) الرياضة.. ولنا في دورات الخليج السابقة ما يكفي من دروس.. ولن أذهب بعيداً إن ضربت مثلاً بما حدث بين مصر والجزائر في تصفيات المونديال الأخير، وما حدث من الإعلام الرياضي المصري في شغب بعض جماهير الترجي التونسي في ملعب القاهرة في ذهاب مباراتهم أمام الأهلي المصري، حيث حولها صديقنا العزيز (إبراهيم حجازي) إلى أن كرامة مصر أهدرت، وأن مصر فوق الجميع.. وهذا فيه تحميل لكرة القدم أكبر مما تحتمل.
ولازلت ضد كلمات يرددها بعض الرياضيين في المؤتمرات الصحفية وهي عبارات تستفزني كثيراً عندما يقول اللاعب أو رئيس النادي أو مدرب وطني بأنهم رفعوا راية الوطن، وكأن هذه الراية العظيمة كانت غير مرفوعة وجاءت كرة القدم أو إنجاز رياضي ليرفعها.. ألم أقل لكم إننا حملنا الرياضة والكرة أكبر من حجمها. إن خسارة الشباب في كوريا والهلال في الرياض كانت بأسباب فنية بحتة، فالمدرب الشبابي فوساتي احتفظ بأوراقه الهجومية حتى الدقائق الأخيرة ونسي أن الخسارة بهدف هي نفسها الخسارة بخمسة أو بعشرة، وهل يعقل يا فوساتي أن تضع صانع ألعاب موهوب مثل عبده عطيف إلى جانبك في دكة الاحتياط 80 دقيقة.. والهلال حذرناه وإن كانت هذه النغمة لا تعجب الإدارة الهلالية.. حذرهم الكثيرون وأنا منهم بأن جريتس فقد الحماس مع الهلال بعد أن وقع للمنتخب المغربي رسمياً منذ بطولة النخبة في أبها، واتضح ذلك أمام الغرافة في الدوحة وفي ذهاب ذوب هان.. وأكمل الناقص في مباراة الرياض.. وكان الأولى بالهلاليين الموافقة على رحيله والبحث عن مدرب آخر، فالهلال يصنع المدربين ولا يصنعه المدربون.. وعلينا أن لاننسى أن مدرب ذوب هان هو الإيراني منصور زاده الذي تفوق مرتين على العالمي جريتس وقبلها على فريق الاتحاد السعودي.. وإذا كان جريتس وقع بالفعل للمغرب من خلف ظهر الهلاليين وبدون علمهم.. فلماذا لم يتقدم الهلال بشكوى ضد جريتس في فيفا.
ولأنني احترم في رئيس الشباب خالد البلطان حبه للكرة من خلال خدمته لأربعة أندية، وهي عضوية الشرف في الحزم والاتحاد والنصر قبل توليه رئاسة الشباب، إلا أنني أعتب عليه كثيراً بأنه أطلق تصريحات استفزازية في حق أندية سعودية كبيرة مثل الأهلي والنصر.. أفقدت الشباب ميزة كانت خاصة به وهي تعاطف جميع جماهير الأندية معه.. ولا أنكر أن هناك من فرح لسقوط الشباب من لاعبين وإداريين شبابيين سابقين (همشهم) البلطان وسبق له شخصياً أن أطلق عليهم الطابور الخامس عندما تعرض الشباب لهزيمة محلية ثقيلة قبل سنوات.