|


د. علي عبدالله الجفري
الاستثمار الأوليمبي (مدارسنا في الخارج 2-2)
2009-04-27
تحدثت في مقال الأسبوع الماضي عن مدارسنا و أكاديمياتنا التعليمية خارج الوطن و عن أهمية الاستفادة منها في النهوض بالرياضة الأوليمبية للوطن، اليوم أكمل و أتحدث عن آلية هذه الاستفادة و الاستثمار.
سنتواجد في الاوليمبياد بعد القادم إذا بدأنا من الآن في إيفاد مجموعة من اللاعبين صغار السن إلى مجموعة من المدارس و الأكاديميات الخارجية في مجموعة من العواصم الغربية و الشرقية و الأوربية في مجموعة من الألعاب الفردية. لنأخذ لعبة الجمباز على سبيل المثال، فمن الممكن إرسال مجموعة من اللاعبين بين سن التاسعة و الثانية عشرة إلى المدرسة السعودية في بكين للعيش وللدراسة و للتدريب بالأسلوب الأفضل و الأمثل، على يد أفضل و أمهر المدربين في أفضل الصالات بسعر مناسب جداً مقارنة بتكاليف خيالية لمدرب عالمي يأتي إلى المملكة ليدرب عددا قليلا من اللاعبين، قد يترك السعودية في أي وقت للعمل في أحدى دول الخليج أو لعدم تأقلمه في بلد جافة مثل السعودية. في دولة مثل الصين تستطيع أن تتعاقد مع مدربين ذوي كفاءة عالية وصالات تدريب متقدمة في الأمان و السلامة في لعبة الجمباز، بنظام الساعة. في بلد مثل الصين تستطيع أن تتعاقد مع مجموعة من المدربين العالميين لمختلف أجهزة لعبة الجمباز.
هذا النوع من الاستثمار الرياضي من خلال مدارس الوطن في الخارج يتطلب مجموعة من الإمكانيات و تضافر مجموعة جهود من وزارات و جهات عديدة. أول هذه الإمكانيات و الجهود هي انتقاء اللاعبين القادرين على أداء و تنفيذ هذا البرنامج ليس فقط من النواحي الفنية و البدنية، بل من النواحي النفسية. بالإضافة إلى موافقات أولياء الأمور على إرسال أبنائهم في هذا السن إلى بلد آخر. تبني هذا البرنامج الاستثماري الرياضي من قبل اللجنة الأوليمبية السعودية و الاتحادات الرياضية و توفير كافة السبل لإنجاحه من خلال التواصل مع الجهات ذات العلاقة لأخذ الموافقات اللازمة من وزارات مثل وزارتي التربية و التعليم و الخارجية. و أعتقد أن وزارة التربية و التعليم قد يكون لها دور أكبر و أهم في هذه البرامج بتوفير بعض مقاعد وظائف الإيفاد إلى تلك الدول للاتحادات الرياضية المنفذة لمثل هذه البرامج.
وجود هذه المدارس و الأكاديميات في الخارج هي بمثابة فرص ذهبية لرياضة الوطن الاوليمبية، إن تم استثمارها بالتخطيط السليم و الآليات المناسبة.