|


د. علي عبدالله الجفري
شكراً معالي المدير.. وداعاً
2009-09-07
كل عام وأنتم بخير بمناسبة شهر القرآن، رمضان ـ أعاده الله علينا جميعا بالخير والبركة.
أعرف أن المباركة بالشهر الكريم أتت متأخرة، حيث إن الشهر الفضيل قد انتصف وبدأ الجميع يهنئون بقدوم العشر الأواخر ويدعون بالقبول فيه، ولكني اضطررت إلى الانقطاع عن الكتابة لسببين: مرض والدتي (شفاها الله) التي ترقد حالياً في قسم العناية المركزة بالمستشفى، وأسأل الله عز وجل في هذا الشهر الكريم أن يمن عليها بالصحة والعافية وأن يجمع لها بين الأجر والعافية.
والسبب الآخر هو انتقال عملي إلى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة بعد انتهاء فترة عمادتي الثالثة لكلية التربية البدنية والرياضة، وبالتالي إنهاء إعارتي لجامعة الملك سعود. أعود إلى مقال اليوم عن الكلية ومدير الجامعة.
قال لهم (غيروا تخصصاتكم وسوف أبتعثكم فوراً)، كان ذاك هو رد الدكتور عبدالله العثمان على زميلين التقياه في مكتبه في الوزارة عندما كان وكيلاً لوزارة التعليم العالي للشؤون التعليمية. كان الزميلان يحاولان إقناعه بالموافقة على ابتعاثهما خارجياً للدراسات العليا في مجال التربية البدنية والرياضة، أسوةً بباقي التخصصات العلمية الأخرى من منسوبي كليات المعلمين التي انتقلت تبعيتها في ذلك الوقت لوزارة التعليم العالي تمهيداً لإلحاقها بالجامعات ومن ضمنها كلية التربية البدنية والرياضة.
التقيت الدكتور عبدالله العثمان في مكتبه في الجامعة، بحكم موقعي كعميد للكلية، بعد حصوله على ثقة القيادة الغالية بتوليه إدارة أقدم جامعات الوطن، وقد تسلحت بمجموعة من الإحصائيات والمعلومات ذات العلاقة بالتربية البدنية والرياضة ومدى أهميتها للتنمية الشاملة للدولة ولجامعة قيادية كجامعة الملك سعود، واضعاً في مخيلتي موقفه السابق مع الزميلين عن التربية البدنية والرياضة، وعلى عكس ما توقعت، عطفاً على التوجه الذي قُوبل به الزميلان، وجدت من منه كل ما يتمناه أي عميد كلية من مدير جامعته من ترحيب ودعم وتطلعات فاقت تطلعات زملاء في المهنة. وجدت منه في تلك العجالة، طموحات في تطوير الكلية عن طريق برامج للتوأمة وتحديث وتطوير للأقسام العلمية والبرامج والخطط لتواكب الكلية مثيلاتها في العالم ولتكون كلية مرجعية علمية بحثية وتطبيقية في المجال، وهنا أود أن أُسجل شكري وتقدير للدكتور عبدالله العثمان الرجل الذي استطاع أن يغير توجهه بتغير موقعه للمصلحة الوطنية.
انتهت علاقتي بكلية التربية البدنية والرياضة في جامعة الملك سعود من النواحي الإدارية والقيادية ولكنها لن تنتهي من الروابط المهنية والاجتماعية. ودعت الكلية كقائد لها لفترة ست سنوات كانت في مجملها منتجة، تميزت ببناء العلاقات المهنية مع الجهات ذات العلاقة مثل وزارة التربية والتعليم، الرئاسة العامة لرعاية الشباب، كلية الملك فهد الأمنية وبعض الجهات العسكرية الأخرى، بمساعدة زملائي السعوديين وزملاء أفاضل من خمس دول عربية. دعواتي للكلية بأن تأخذ مكانها الحيوي والريادي في رياضة الوطن.