|


د. علي عبدالله الجفري
إذا أردنا التصحيح 1-3
2009-09-28
أدى عدم تأهل منتخبنا الأول لكرة القدم لنهائيات كأس العالم 2010م في جنوب أفريقيا إلى إثارة الرأي العام الرياضي حول تراجع مستوى كرة القدم السعودية وإلى إثارة الكثير من التساؤلات عن مسببات هذا التراجع لمستوى اللعبة على النطاق الإقليمي والعربي والقاري.. و يبدو أن القيادة الرياضية استجابت سريعاً لهذه التساؤلات، ولا سيما أن التراجع الذي حدث في مستوى الكرة السعودية شمل جميع منتخبات المراحل السنية والمنتخب الأولمبي، بتشكيل لجنة لدراسة أسباب تراجع مستوى كرة القدم ووضع واقتراح الحلول والآليات التي تكفل عودة وهج كرة القدم السعودية في المنطقة وفي القارة.
الحقيقة أن ما أصاب الكرة السعودية من تراجع كبير بعد فترة ازدهار دامت قرابة العقدين من الزمن، هو أمر متوقع لكل من يراقب الرياضة السعودية بعمق وببعد نظر، ومع أن هذا التراجع في المستوى الفني يحدث للعديد من المنتخبات في العالم خصوصاً تلك التي لا تجيد التخطيط المرحلي والمستقبلي لمنظومتها الرياضية بما يتوافق مع المستجدات والتطورات التي تحدث في المجال الرياضي، إلا أن هذا التراجع كان بشكل غير مرضٍ للمسئولين عن كرة القدم في الوطن.
الآن وبعد أن وجه الرئيس العام لرعاية الشباب بدراسة أسباب هبوط مستوى كرة القدم السعودية، أرى والله أعلم أنها فرصة ذهبية ليس فقط لدراسة وضع كرة القدم، بل لعمل دراسة عن وضع الرياضة السعودية بشكل عام، بهيكليتها وتنظيماتها ومنشآتها وإداراتها.. فإذا كانت كرة القدم قد تراجعت بعد إنجازات قارية وتأهل متكرر لنهائيات كأس العالم، فهناك رياضات لم تذهب أبعد من المنافسة على البطولات الخليجية وعلى رأسها رياضة الجمباز. أعتقد أن الوقت قد حان والفرصة مواتية جداً لإعادة صياغة المنظومة الرياضية في الوطن بحيث ترتكز هذه المنظومة على مجموعة من الرؤى الحديثة والأهداف المرحلية، أعتقد أن الوقت قد حان لمنظومة رياضية تركز على القاعدة الهرمية للمثلث بعد تحديد أضلاعه الثلاثة، أعتقد أن الوقت قد حان لمنظومة رياضية وطنية تواكب متطلبات ومتغيرات العصر وتتعامل مع الرياضة على أنها صناعة تبدأ من المدارس مروراً بالجامعات والكليات وتنتهي باحتراف حقيقي مبني على الثقافة.
إذا أردنا التصحيح فيجب العمل على ثلاثة محاور هي الأهم في التأسيس لمنظومة رياضية عصرية متطورة.. الأسبوع المقبل أكمل.