|


د. رشيد بن عبد العزيز الحمد
النصر وتطوير الذات
2011-03-02
العصر الذي نعيشه اليوم في حياتنا اليومية وأجوائنا الرياضية المليئة بالاختلافات الإعلامية المشحونة، والتسارع في الحياة وارتباط اللاعب بشكل كبير بالروتين اليومي من خلال التدريب والنادي والانعزال عن الأحبة والأهل والأصدقاء، حيث يمر بضغوط نفسية وانفعالات تجعله غير قادر على أن يظهر إمكاناته الفنية والمهارية التي يملكها، ويلوم الجمهور اللاعب لعدم قدرته على العطاء المثمر الذي يتطلع إليه محبوه والمتابعون له، ومن أجل ذلك يحتاج اللاعبون إلى دورات تدريبية متخصصة في المجال الرياضي والإداري وبالذات مايتعلق بالتفكير والذكاء داخل الملعب وخارجه ونسمع عن وجود دورات تدريبية وأخصائيين نفسيين في الأندية الأوروبية والسعودية كان لهم أثر بارز في الاستقرار النفسي للاعبين وحل مشاكلهم وتعزيزهم النفسي، وحققوا نتائج إيجابية كما حدث مع الهلال والاتحاد، وللأسف يعاني لاعبونا من الانفعال وتشتت الذهن دائما داخل الملعب من أي تصرف يحدث له سواء كان إداريا أو من الجمهور أو المدربين ويفتقدون إلى عدم القدرة على اتخاذ القرارات في الوقت المناسب وما يحدث من انفعالات مزاجية ومختلف المشاعر مثل الفرح والسرور والغضب والإحباط خاصة في ظل وجود أهداف يرغب اللاعب تحقيقها داخل الملعب وتفتقد أنديتنا للمختصين في المجال النفسي والاجتماعي، وإن عملت الأندية بذلك فهو على استحياء ولمباريات معروفة ومشهودة ويتم استبعاده بعد أول خسارة، ولكن نادي النصر خطا خطوة جميلة من نوع آخر عندما فكر في التعاقد مع خبير لتنفيذ وتنظيم سلسلة دورات للاعبين داخل أروقة النادي في تنمية المهارات والقدرات وتطوير الذات للاعبين (كمهارات التفكير والقيادة والثقة بالنفس والتكيف والتواصل الاجتماعي والاستقلالية وتنظيم الانفعالات والمعرفة وإدارة الوقت وفن التعامل مع الآخرين... الخ، كخطوة مميزة نحو تطبيق الفكر الإداري الاحترافي الناجح وهي جريئة في نفس الوقت وبلاشك سيجني النادي واللاعبون أنفسهم ثمارها في المستقبل وبالذات داخل الملعب من خلال العطاء الجيد والثقة بالنفس والدافعية وتقديم كل مايملك من مستوى فني ومهاري وحسن تعامل مع المنافس والحكم والإداري والجمهور وخارجيا من خلال الولاء للنادي وحب العاملين فيه والتعامل الحسن مع الجمهور والمعجبين والإعلاميين، فضلا عن أن فائدة البرامج والدورات المرتبطة في هذا المجال تؤدي إلى التركيز والتميز واتخاذ القرار وعدم الاستجابة للإحباط، كما أن اللاعب الذي يتميز بالذكاء وتفعيل ماتعلمه يتصف بالحب والتسامح والتحمل والنضج والتوافق النفسي والاجتماعي والحماس والرضا، ولما لدور تنمية المهارات وتطوير الذات من الإيجابيات التي تساعد على تطوير القدرات العقلية، فإننا نشد على أيدي العاملين في نادي النصر بالاستمرار في التميز الإداري، ونتمنى أن تخطو الأندية خطوات مماثلة لنكسب لاعبينا من الناحيتين الفنية والمهارية والاجتماعية.. والله الموفق.