|


د. محمد باجنيد
الصندوق الأسود
2010-05-28
هذه الدنيا تمتلئ بالضجيح.. نعشقه.. وندعي أننا نبحث عن الهدوء!
وصاحبتي تؤنبني دوماً على صمتي الطويل وانطوائي العجيب على صندوقي الثمين المليء بالجواهر – كما ترى – تنعته بالصندوق الأسود.. (مبهم) لا يعرف سره أحد.. ربما لأنني أعيش داخله.. ويظل يغمرني بكل ألوان الأنس!
عندما أموت سيفتح الصندوق وسأكون أكثر حضوراً في حياة الناس.. ولكن (سارقو الضوء) ما زالوا أحياء يرزقون!
دعك منهم فإنما (يعرون) أنفسهم!
دعك مني يا (رزين)!.. لقد طارت الطيور بأرزاقها وما زلت (تغديني جبنة وزيتون، وتعشيني بطاطا).. من قال لك - يا رجل - بأنني أريد أن أعيش (علبساطة).. ويا عيني (علبساطة).. نعم أشعر بالحزن على أصحابها ولست غابطاً لهم هذا الكفاف، وهم قادرون على أن يكونوا تحت الضوء الذي يسرق بلا حياء.. ويوجه إلى ملامح باهتة بلا دلالات!
مشكلتك أنك لا تعرف كيف تسوق لنفسك!.. اسمع يا صاحبي الفيلسوف سآتيك من الآخر.. إذا أردت أن تكون (تحت الضوء) ما عليك سوى أن تتعرف على كم صحفي وكم معد لبرامج حوارية، وتفتح صندوقك الأسود وتقول لهم بـ (شفافية): شوفوا شغلكم.. أريد أن أصبح مشهوراً.. إنها الطريقة الوحيدة للوصول فليس هناك من يقيم عملك!