|


د. محمد باجنيد
زمن الأقدام؟!
2010-06-04
اعتدت أن أذهب بالمدام إلى حيث تريد، وأبقى في انتظارها قريباً أو بعيداً!.. نعم.. لا يزعجني الانتظار طالما أن هناك أفكارا تستحق الصيد. ذات مساء كانت صاحبتي في شأن لها، وما أكثر شؤون النساء هذه الأيام!.. مر الوقت سريعاً و(سنارة) فكري لا تهتز.. لا شيء يحرضني للكتابة.. إنها نتيجة متوقعة لأن الفكرة تظل متمردة ليس لها عنوان ثابت. قد نصادفها في الشارع أو قد تأتينا في البيت أو ربما في المنام.. وهي لا تمانع أن تحضر حتى في الحمام!
رجعت إلى البيت خال الوفاض.. وفي الحمام وجدتها.. وصرخت مثل (أرخميدس) عندما اكتشف نظرية الطفو.. طلبت من المدام ورقة وقلماً.. فأسرعت وأحضرتهما وهي تضحك (من قلبها).. خافت علي أن أخرج عارياً من أجل فكرة كما فعلها (طيب الذكر) السيد (أرخميدس).. ولكنني طمأنتها بأنني لم أكتشف الذرة ولا قانون الجاذبية.. كلما في الأمر أن فكرة (جنهمية) تصلح للكتابة جاءتني وخشيت أن تضيع كما ضاعت أفكار كثيرة لم أستطع أن استعيدها بأجوائها وخصائصها الفنية، وإيقاعاتها وإقلاعاتها!
لا يدرك قدر الإشباع الذي تمنحه الكتابة لصاحبها إلا من وقع في حبها، وراح يطاردها حتى أضحت تشاكسه وتأتيه بلا ميعاد!.. أعرف أنها لا تؤكل عيشاً إلا إذا كنت تعرف رئيس تحرير يقدمك على أنك الكاتب الكبير.. فتصبح في غمضة عين مثل اللاعبين.. اللهم لا حسد!.. دعهم يا دكتور أحمد العرفج يهيمون بأقلامهم ويقولون ما لا يفعلون.. هذا ليس زمن الأقلام.. إنه زمن الأقدام!