|


د. محمد باجنيد
(ليبرالي).. برة.. وبعيد!
2010-06-11
(برا.. وبعيد).. كانت أمي (تطرد الشر) بها.. تظل ترددها كلما خشيت من خطر يوشك أن يصيبنا أو يحل قريباً منا!
(برة.. وبعيد) أقولها اليوم خوفاً من هذا المصطلح (المستورد) الذي ينساق إليه كثيرون - دون وعي – يتوقفون عند معناه اللفظي الذي لا يتجاوز كفالة حرية الإنسان دون التعدي على حريات الآخرين!.. (الليبرالية) هذا المصطلح (المتهم) لو أطلق دون تحديد لنطاق الحرية الممنوحة للفرد.. لو ترك للأهواء دون تعريف دقيق يفهمه العامة؛ فستكون الطامة.. بحث محموم عن حرية خارج إطار الشريعة السمحاء.. وسعي متواصل لا يكل ولا يمل لنشرها وترسيخها في المجتمع باسم الحرب على المتشددين!.. المتشددون.. وما أدراك ما المتشددون.. حتى هذا المصطلح المشهور يحتاج الى تعريف يبين أبعاده.. فإذا كنتم ترون كل متمسك بما جاء في الكتاب والسنة متشدداً فكلنا نهفو كي نكون (متشددين)!.. أما إذا كنتم ترون بأنهم أولئك الذين يؤمنون بالرأي الواحد ويضيقون في الأمور الفقهية التي تقبل الاختلاف وتعدد الأحكام.. إن كنتم ترون بأنهم أولئك الذين لا يتحلون بالحكمة في الدعوة فينفرون الناس من الدين؛ فنحن متفقون بأنهم (متشددون)!
أعطونا مفهوماً محدداً لـ (الليبرالية) التي تؤمنون بها؟!.. فإذا كنتم تلتزمون بواجبات الدين وتعاليمه السامية لكنكم تكافحون باسم (الليبرالية) من أجل حقوق الإنسان المشروعة في مجتمعه!.. إذا كنتم ترون ذلك صدقاً فكلنا – يا قوم – ليبراليون!.. والسبب ببساطة أن هذه الحقوق قد دعا إليها الدين!
أما إن كنتم تنادون باسم الحرية أو الليبرالية إلى ما يغضب الله من تفشي المنكرات والتساهل في العبادات.. وتعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ فلا أملك سوى أن أدعو الله وأقول: (برة.. وبعيد).. وكفانا الله شركم يا (ليبراليون).