|


د. محمد باجنيد
تريدون إصلاح (الهيئة).. أم إزالتها!
2010-06-18
كنت وما زلت أفهم النقد على أنه أداة تقييم وتوجيه هدفها الإصلاح!.. إنه المعيار الذي أخضع له اليوم آراء بعض كتاب الصحف في عمل (الهيئة).. ولا أخال أحداً يسأل عن أي هيئة أتكلم!.. إنها بالفعل تلك المعنية بـ (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر)!.. إنها أكثر الهيئات إثارة للجدل.. والسبب ليس خافياً فهي من أكثر الجهات الحكومية تطبيقاً لمبادئها وتشريعاتها التي تنطلق من أسس دينية هدفها سلامة المجتمع من المفاسد والمنكرات، وتحقيق أمن أفراده وحثهم نحو الفضيلة.
ولأننا كبشر يتوقع منا الخطأ نتيجة لما يعترينا من هوى النفس كان لا بد أن يكون بيننا من يتولى التوجيه والنصح والإنكار، بل وضبط المخالفات وتقديم أصحابها للمساءلة، وهو ما تقوم به هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تطبيقاً لقول الله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)!
إن أكثر ما أزعجني فيما كتب عن عمل هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنه جاء حاداً.. ساخراً.. بل وتبدو فيه نبرة العدائية، وإلا فلا يوجد أحد فوق النقد!
ويبدو أن كثيراً من الكتاب الذين ورطوا أنفسهم بمهاجمة الهيئة قد تجاهلوا دورها كشخصية اعتبارية وجهة رسمية تخضع لسياسة دولة إسلامية تحتضن الحرمين الشريفين وتسعى لتطبيق شرع الله في كل مناحي الحياة؛ فراحوا يتربصون العاملين بها من رجال الحسبة الذين يقومون بممارسة العمل الميداني القائم على أمر الناس بالمعروف لتطبيق أوامر الله ونهيهم عن المنكرات والعمل على ضبط مرتكبيها!
إن أكثر ما أوقع هؤلاء في الخطأ وأبعدهم عن الصواب أنهم باتوا يقيمون الأمور من منظور شخصي منفعي فنراهم عاجزين في كثير من المواقف على استحضار المصالح العامة للأمة.. يستبعدونها ويسقطون في أنانية مخجلة في امتحان الاعتراف بالخطأ.. بل ويواصلون تعديهم بالسعي الحثيث للنيل ممن يقفون في سبيل حريتهم الموهومة حتى وهي تتعارض مع القيم والمبادئ والضوابط التي أقرها الدين!
لاحظوا أنني لم أطلق المسميات عليهم ولم ألق بهم في أي تيار.. إنهم إخوة لنا.. غلبهم الهوى.. ولا أدري.. هل هم يريدون إصلاح الهيئة أم إزالتها؟!
آخر الكلام:
"ستبقى هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ما بقي الإسلام في هذا البلد".
نايف بن عبد العزيز