|


د. محمد باجنيد
الابتلاء .. منحة!
2010-07-02
دائماً ما تعلمنا الحياة أن الأزمات التي يمر بها الإنسان غالباً ما تنفرج وتتبدد غيومها، ليعود الصفاء إلى الأجواء.. نستشعر جماله وقيمته أكثر.
وللأزمات في حياة المسلم معنى مختلف، أكثر ما يميزه ذلك البعد الإيماني الذي يتجلى في عمق الأزمة لتخرج من بين الأشواك أجمل الأزهار، ولتقبل بعد ليل طويل أحلى الصباحات!
الأزمة في حياة المسلم منحة إلهية تدق جرس إنذار لتصحيح مسار.. وهل هناك مسار أكثر أهمية من ذلك المسار الذي أمرنا أن نشمر للعدو فيه لنرضي رب الأرباب؟!.. هل هناك طريق يقودنا إلى ذلك الفوز الكبير غير طريق الطاعة والتقرب إلى الله؟
إنه طريق السعادة في الدارين قال تعالى: (من عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) النحل97.
أيها المبتلى، هنيئاً لك بمحبة الله إن صبرت.. فلربما كنت في زمرة هؤلاء الذين قاسوا في هذه الدنيا ليمنحوا وسام الاصطفاء (محبة الله).. فأشد الناس بلاءً في هذه الدنيا - كما أخبر الرسول عليه الصلاة والسلام - هم الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وأن العبد - كما ورد في الحديث - يبتلى حسب دينه، فإن كان في دينه صلباً اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على حسب دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض ما عليه خطيئة.
إنه الخير الذي يتجلى في كل شؤون المؤمن – كما جاء في الحديث – فيما أخرجه الإمام مسلم أن الرسول الله صلى الله عليه وسلم قال: :(عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيرا له).
ولا يملك المسلم وهو يعي هذه المشيئة الالهية في اليسر والعسر إلا أن يسلم ويفوض أمره إلى الله فهو تعالى أعلم بما هو أصلح وأنفع لنا، قال تعالى: (وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) البقرة 216 .
وليس هناك أفضل من اللجوء إلى الله بالدعاء فهو مخ العبادة وهو مفتاح الخير والسعادة، لأن ربنا جل جلاله فائض الكرم رحيم بخلقه يحب من يدعوه ويغضب على من لا يفعل ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة رضي الله عنه يقول الرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه: ( من لم يسأل الله يغضب عليه) رواه الترمذي.
إنه الكرم الذي غفل عنه النائمون ولا يناله إلا المشمرون الذاكرون.. اللهم اجعلنا منهم وارزقنا الشكر على نعمائك والصبر على بلائك، وأمتنا وأنت راض عنا.

رجاء
امرأة هي رمز للفضيلة والعطاء.. أرجوكم.. ادعو لها بالشفاء.