|


د. محمد باجنيد
الكأس لإسبانيا.. والموت لـ (بول)
2010-07-16
ليس عجيباً أن تبهرنا إسبانيا وبها تشافي وانيستا وفيا والعملاق كاسياس.. نعم.. لقد استحقت الفوز بكأس العالم فقد قدم لاعبوها عروضاً قوية ممتعة أثبتت أن الكرة في إسبانيا هي الأجمل وأن الدوري هناك هو الأفضل.
وفي تقييم جماهيري عام يرى كثيرون أن كأس العالم الجنوب أفريقية قد أخفقت في تقديم المتعة التي كان ينتظرها عاشقو كرة القدم في العالم؟!.. ترى هل جاء ظهور الأخطبوط الألماني العراف (بول)، وذلك الببغاء السنغفوري (مالي) ليعوض ما ضاع من الإثارة، خاصة بعد اختفاء صوت (الديكة) وإعلانهم العصيان ونفوق (الطليان).. وتلاشي رائحة البن البرازيلي؟! لقد أصبح الأخطبوط (بول) على كل لسان بعد توقعاته الصائبة في كل مباريات المونديال!.. حتى أولئك الذين لا تستهويهم كرة القدم راحوا يتابعون المباريات ليروا ما إذا كانت ستصدق تنبؤات هذا الأخطبوط العجوز!.. لم يلفت نظري السيد (بول) رغم الضجة الكبيرة التي أحدثها في العالم.. ولم أفطن لوجود الببغاء (مالي) إلا مؤخراً.. لقد كنت مشدوداً لكرة القدم.. لمتعتها وسحرها.. صفقت كثيراً لغانا واليابان وكوريا الجنوبية ولم أحزن لسقوط إيطاليا وفرنسا ولا حتى هولندا في النهائي ولكني تألمت لخروج البرازيل وخذلان أبناء التانجو لـ (ميسي).. ولكن العوض كان في (فورلان) الأرجواني ورفاقه الذين أمتعونا وذكروا العالم بأنهم أبطال كأسه الثمين مرتين وأن الحنين إليه بات يراودهم من جديد.. وها أنا أسأل - بعد أن انتهى المونديال سريعاً – متى ستلعب (الأرجواي)؟.. وماذا تخبئان لنا كوريا الجنوبية واليابان في النهائيات الآسيوية؟!
أما الألمان الذين أخرجوا لنا (بول) فقد كان خروجهم في نصف النهائي صدمة كبرى بعد أن اتخموا شباك الأرجنتينيين وجيرانهم الإنجليز بـ (الأربعة).. لقد ظلوا يحلمون بـ (النهائي) رغم توقع (بول) لهم بالخسارة على يد الأسبان!.. كانوا يأملون بأن (تخيب) تنبؤات الأخطبوط (بول) كما خابت في النهائي الأوربي الذي خسروه من قبل أمام (الإسبان)!
الغضب الألماني – بخسارة التأهل للنهائي الكبير - دفع بالكثيرين إلى المطالبة برأس (بول) فهناك من طالب بقلي أو شوي هذا الأخطبوط المشؤوم، أو تحويله إلى سلطة مأكولات بحرية أو طبق (باييلا).. فيما اقترح آخرون رميه في خزان لأسماك القرش!
عموماً.. لا يهمني ما سيؤول إليه مصير (بول).. وإن كنت أرى أن يعيدوه إلى عالمه البحري.. يعيش حياته الطبيعية بعيداً عن مأزق التكهنات بالغيبيات التي لا يعلمها إلا الله.. ولا أقول سوى فاز من (يستحقون) وكذب (المنجمون) ولو صدق (بول)!