|


د. محمد باجنيد
أمِّنوا لدعاء (سارة)
2010-07-30
قال لي جدك يوماً "اللي ما له أم حاله يغم".. رحم الله (عم علي).. مات وبقيت كلماته حية في داخلي أتأملها في وجه أمي.. الحياة أم – يا سارة - وأمك ليست ككل الأمهات.. إنها من تلكم الصفوة الذين أحبهم الله.. إنه الابتلاء – يا سارة – يغسلها من كل خطيئة – ومن منا بلا خطيئة – ليرفعها إلى أعلى الدرجات في تلك الدار التي "فيها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر".. إنه الابتلاء – يا سارة - ينعم الله به عليها لتكون في زمرة الأنبياء، فـ "أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء، ثم الصالحون، ثم الأمثل فالأمثل" كما أخبر رسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام.
وها أنت أيتها الثمرة الطيبة لتلك الشجرة الطيبة ترفعين يديك إلى السماء.. تدعين في رجاء.. تسألين مالك الملك الكريم الوهاب.. اللطيف الودود بأن يمن عليها بالشفاء ويرفع عنها البلاء ويحفظها من كل شر: "اللهم إنها غالية علي فأسألك اللهم برحمتك التي شفيت بها أيوب بعد عظيم الابتلاء ،ألا تبقي لها هماً ولا ضيقاً ولا سقماً.. اللهم إنك لا تحمل نفساً فوق طاقتها فلا تحملها من كرب الحياة.. اللهم بشرها بالخير كما بشرت يعقوب بيوسف.. وبشرها بالفرح كما بشرت زكريا بيحيى.. اللهم اشف أمي من كل مرض، وابعد عنها كل ضرر".
أرجوكم .. إرفعوا الآيادي وأمِّنوا لدعاء سارة كي يعود الأنس والفرح إلى مدينة الحب.. هنا تتسع المساحة وتتفتح الدروب لكل القادمين.. هنا تجد كل لوحات الطرق العملاقة والصغيرة تدعوك بحب كي تسكن هذه المدينة.. قلب أمك يا (سارة) مدينة الحب .. تهش وتبش في وجوه ساكنيها.. وما أكثر ساكنيها.. وما أكثر قاصديها.. فهنا يكرم ذوو القربى.. وهنا يطعم القانع والمعتر.. مدينة الحب – يا سارة – لا يسكنها البؤس.