|


د. محمد باجنيد
القائمة البيضاء
2010-08-13
جيل اليوم لا يخشون أن يوضعوا في الـ(بلاك ليست)!..
تسألني ما الفرق بينها وبين (القائمة السوداء)؟
إنه فقط اختلاف الزمن يا صاحبي!.. الناس في الزمن الماضي كانوا يتكلمون من اليمين لليسار واليوم بات أكثرهم (يعوج) لسانه ويأتيك (شمالاً)!
ـ ما في مشكلة.. خليهم يتقنوا (الانجليزية).
ـ يتقنوا (إيش)؟!.. المشكلة – يا حبيبي – صارت (اثنتين).. لقد ضيع هؤلاء المتغربين (العربية) ولم يتعلموا (الانجليزية)!.. كل ما تعلموه من هذه اللغة الحية (لو ويست low waist) و(سكني جينز SKINNY JEANS).. وإذا سألتهم أن يعودوا إلى رشدهم قالوا لك في (ذهول): خليك (كوول)!
يبدو أنني رجل متخلف حضارياً فبعد أكثر من ست سنوات قضيتها في الغرب لم أصبح (كوول).. يمكن (علشان) أنا (دقة قديمة).. صدقوني حتى الشباب المبتعثين الذين رأيتهم في (جلاسكو) لم أجد بينهم من تأثر بهذه التقليعات الغربية الشاذة!.. كانوا يلبسون الواسع والفضفاض من البنطلونات والثياب، ولا يعرفون لا (سكني) ولا (طيحني) ولا (يا بابا سامحني).. كانوا وما زالوا يملأون المساجد والمصليات في الأحياء والجامعات والمعاهد..فهل رأيتم أحداً يدخل المسجد بـ (لو ويست)؟!.. ومع كل ذلك – يا صديقي (الغيور) – لا يمكن أن ينتهي حوارنا معهم إلى طريق مسدود، فهم أيضاً عندهم (بلاك ليست)، وقد أدرجوا اسمك فيها!
ـ اسمي مكتوب؟!
ـ إنه في أعلى القائمة!
ـ هذا شرف عظيم!
ـ بلا شرف بلا (كلام فاضي).. إلى متى ونحن نوسع الفجوة؟!.. أنتم ونحن.. هكذا أصبح حوارنا ولن نلتق إلا إذا عدنا إلى الدين.. قبل أن نبدأ لا بد أن نقبل بالاختلاف ونقترب من بعضنا حتى نكسر حاجز العدائية وتزداد ثقتنا ببعضنا.. هنا تختفي أسماؤنا من تلك القوائم السوداء ونتعامل مع بعضنا بنقاء.
ـ يعني نصير في (القائمة البيضاء).
ـ لم أسمع بها ولكن لماذا لا (نخترعها) ليعم الخير والصفاء.

خير الكلام
"ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ" النحل (125).