|


د. محمد باجنيد
القروني.. والخواجة!
2010-10-15
لأننا عاطفيون جداً.. كثيراً ما نخرج عن الموضوعية في آرائنا.. هنا أتساءل: ترى ماذا يمكن أن يقوله كثير من الإعلاميين لو خسر فريقنا الشاب مباراته المصيرية أمام منتخب أوزبكستان العملاق ولم نصل لـ(كأس العالم)؟!
لا تقولوا سيخرج علينا الكتاب والمحللون بمقالات وتحليلات تشيد بالمدرب وتثني على الإدارة وتشد من أزر اللاعبين وتشير إلى ما يتمتعون به من موهبة.. لن يحدث ذلك – يا سادة – بل أظن صاحبي (خالد القروني) الذي يعجبني كثيراً منذ بداياته في مجال التدريب سيكون مادة النقد – ليس بمفهومه الصحيح الذي يشير إلى نقاط القوة والضعف في عمله – بل بمفهومه الشائع الذي يرمي بالإخفاق على كاهله، وسيورد (الزملاء الأعزاء) أخطاءً فنية يمكن أن تكون أسباباً في حالتي الفوز أو الخسارة.. كاختيار اللاعبين وإجراء التغييرات، بل وربما عادوا إلى مرحلة التحضيرات الأولية واختيار العناصر.. ولعل ما يساعدهم على اللعب على (الحبلين).. أقصد (الاحتمالين) هو التحضير المسبق لهما.. فهناك نموذجان للتحليل معدان سلفاً.. أحدهما لحالة (الفوز) والآخر عند (الخسارة)!.. ولا يسعني هنا إلا أن أقول (يا خسارة) هذه العقول المبهجة من الكوادر الوطنية.. والمسألة لا تقف عند كرة القدم، فعقدة (الخواجة) والهوس به لها تاريخ قديم.. هذه قصة ذكرتها لكم سابقاً ولا بأس أن أعيدها هنا للتذكير: كنا نراه فنتوقف عن اللعب.. وتتسمر أعيننا عليه.. رجل أشقر أحمر.. يلبس (بنطالاً) وقميصاً و(كرفتة).. نظل نتابعه وهو يمر وسط (الحارة) في مشهد لا نراه إلا نادراً.. وكأنه (قوس الله) حين يظهر في السماء بعد هطول الأمطار!.. ويهمس بعضنا إلى بعض: شوف (الخواجة)!.. ننظر إليه بـ (بلاهة).. (نفصفصه) من (برنيطته) حتى (جزمته)!.. وأذكر أن أحدنا قال باندهاش: يا عيال، هذا الخواجة بلبل في (الانجليزي)! وكأنه يمهد لقبول ما فعله عمه عندما ذهب إلى بريطانيا وعاد مندهشا مما رآه فراح يعبر عن بعض اندهاشه قائلاً: هل تصدقون أن (البزر) الصغير عندهم يرطن (عنقليزي)؟!
هذا (الاقلاع) الذي نضحك به من أنفسنا أو عليها.. هل حركنا يوماً لوزن ما في رؤوس هؤلاء (الخواجات) - القادمين من بوابة الخبرة (ليلهطوا) المرتبات الكبيرة - بعد أن اكتشفنا من خلال العمل معهم أن كثيراً منهم لا يفقهون!.. ثم بحثنا عن طريقة يرتقي بها (السلم الوظيفي) إلى مستوى طموح المبدعين من أبناء الوطن المخلصين؟!.. أم أنـه ما زال للبرنيطة والكرفتة وزنهما المعتبر منذ زمن (الهوس) إلى زمن (العولمة)!
تحية تقدير لـ (خالد القروني) الذي أسعدنا، ومن قبل لشيخ المدربين السعوديين أبو إبراهيم خليل الزياني ولمحمد الخراشي وناصر الجوهر ولعبد العزيز الخالد وكذلك لعمر باخشوين ففريق الناشئين أيضاً (خوش فريج) حتى وإن لم يحقق (بطولة الخليج)!