|


د. محمد باجنيد
وطن.. والمطر!
2011-01-28
يا مطرة حطي حطي
على (قريعة) بنت أختي
بنت أختي جابت ولد
سمته عبد الصمد
هكذا كنا نردد حين يسقط المطر على رؤوسنا المكشوفة.. لم نكن نفكر فيما نقوله.. كان يسحرنا اللحن، ويغمرنا برائحة التراب والشجر.. يرقصان تحت أرجنا..
نركض فوق طين وماء.. نتخضب بأجمل حناء
قبل ثلاثين عاماً لم تكن لدينا مشكلة (كوارثية) مع المطر.. كانت أرض جدة الطيبة النقية تمتص قدراً كبيراً منه.. وكان البحر يشرب حتى الثمالة ويدعونا كي نسهر معه حتى الصباح
ست سنوات ابتعدت فيها عن الوطن وبقيت أغني له:
غداً سأعود إليك
لأكمل حكاية طفل
كان يغني بين يديك
في عينيه الدنيا تحلو
يلعب يلهو
وإذا ما راح ليغفو
لا يحلم إلا بك
كان الشعر يهز فؤادي فأنادي بلادي:
يا زارعة الورد بعيني
الشعر بروحي يتلبس
فهنا أكتب سطراً
وهنا أترك سطراً كي أتنفس
أنا لا أتنفس تحت الماء
لكني في حيك أغرق
يا زارعة الورد بعيني
يا قارورة عطر أخضر
تمزج ماء البحر فيسكر
وتغازله الشمس
فيهيم سحاباً
ويكون المطر جواباً
يهطل مثل السكر
والله زمان يا جدة.. ما عاد المطر لذيذاً.. بات طعمه مراً.. يوم أضحت الشوارع معابر مائية الى موانئ الضياع والموت
ليست الأمطار وحدها من تغرق .. إننا نغرق في بحر الأنانية والمحسوبية
الأسبوع القادم لنا لقاء.. إن شاء الله.