|


د. محمد باجنيد
أريد أن أصبح (كشافاً)
2011-02-11
كم أنا شغوف بالكرة.. أتابع مبارياتها، بل وتجدني أوقف سيارتي لأشاهد الشباب في الأحياء وهم يظهرون فنونهم بعيداً عن أعين (الكشافين).. كثيرون هم الموهوبون!.. يبدو أنني وبعد هذا المشوار الطويل في دروب العلم والعمل سأصبح (كشافاً) وسأفتح مكتب سمسرة يدر علي الملايين!.. لقد ابتليت بهذه (الشهادة) بعد أن أصابتني عيون الحاسدين و(البيروقراطيين).. استكثروها علي وأنا (عود من طرف حزمة كبيرة) لم تقدم للبلد شيئاً كثيراً والدليل أننا ما زلنا (نغرق في شبر ماء)!.. حسبنا الله!
إنها علة الاصطفاء والإقصاء.. تطال كل شيء على طريقة (إذا لم تكن معي فأنت ضدي).. لم أكن يوماً ضد أحد.. كنت – وما زلت - مع الحق.. يعلو صوتي به.. فإذا ما أغلقوا النافذة كرهاً لصوتي فتح الله لي نوافذ محبين!
ميزة الرياضة أنها تقدم الموهبين و الموهبين فقط بلا شللية ولا محسوبية.. لأن الكل يريد أن يكسب.. أما في المجالات الأخرى فالعمل آخر ما يشغل بال المخططين.. أنهم لا يتنبأون بالمستقبل ولا يعدون له العدة بل دائماً ما نراهم نائمون يحلمون بتحقيق أحلامهم الخاصة!
إذا أردنا أن نعالج كل مشاكلنا ونتقدم إلى الأمام فعلينا أن نطبق ذلك المبدأ المعروف في الإدارة (وضع الشخص المناسب في المكان المناسب).. وأحسب أن كل الأماكن تحتاج ذلك الإنسان الذي (تربى في بيت أهله) على الصدق والأمانة.. منهما تأتي الأخلاق والعدالة.. قيم جميلة حث عليها الدين وسدنا بها الأمم.. واليوم سادت بها أمم أخرى لأنهم طبقوها ولم يملأوا أفواههم وآذان الناس بها!
ما زلت أراهن على أننا قادرون على التفوق رياضياً.. والسبب ببساطة أن النجاح في الرياضة وخاصة تلك المدورة كرة القدم لا يمكن أن يتحقق باحتفال و(بيان) دون أن يكون هناك تفوق حقيقي ظاهر (للعيان)!.. أما في المجالات الأخرى فالاهتمام فقط بالأرقام فيما الإنتاجية الحقيقية التي تقدم الإضافة تبقى غائبة في ظل غياب المتابعة والتقييم وفقاً للمعايير النوعية.. هل سمعتم بمن يطبق معايير نوعية لتقييم الإنتاجية؟!.. هذا كلام ربما يصلح خطاباً يلقيه المدير في نهاية موسم إداري (فاشل) تستعرض فيه الأرقام.. فيما الإنتاجية الحقيقية ليست إلا (صفراً على الشمال)!.. إننا (نغرق) في بحر الشكلية والمظهرية ونظل نردد بأننا نتقدم إلى الأمام!