|


سعيد غبريس
نهاية الحلم بداية التصحيح
2009-09-18
حتى الشيخ فواز بن محمد الخليفة رئيس المؤسسة العامة للشباب والرياضة البحريني لم يصدق ما حصل: "كنت أتهيأ لأهنئ الأمير سلطان بن فهد بالفوز وإذ به يهنئني هو..
شيء لا يصدق بالفعل ذلك الذي حصل ليلة 9ـ9ـ2009 على ملعب الملك فهد الدولي في الرياض ولعل الأمير سلطان نفسه لم يكن مطمئنا لأنه بقي مشدودا حتى بعدما سجل المنتشري هدف التقدم الرائع فكان بذلك الأكثر اعتقادا بأن المباراة لا تنتهي إلا مع صافرة النهاية.. )ليت مالك معاذ وحسن معاذ أدركا ذلك).
شعور الأمير سلطان الذي عكسه وجهه كان نابعا من الأداء السيىء لمنتخب السعودية والذي قابله أداء عال من قبل المنتخب البحريني الذي استحق بالفعل تكملة الملحق وهذا ما اعترف به السعوديون.
ما حصل في تلك الأمسية القاهرة لو حصل في ليلة خارج ليالي رمضان المباركة لكنا أمام نقمة عارمة من قبل الجمهور.. ولكنه رمضان الكريم هذا ما فسره لي مسؤولون في اتحاد الكرة السعودي وبعض رؤساء الأندية.
أما ردة فعل القيادة الرياضية فلم تكن معروفة: انتظر حتى يتحدث الأمير سلطان أو الأمير نواف وفي ضوء ذلك نعرف الاتجاه الجديد.. وهل سيحصل تغيير جذري أم أن الأمر سيقف عند تبرير عدم التأهل.
الأمير نواف بن فيصل الذي كلفه الأمير سلطان دراسة أسباب الإخفاق في التأهل لجأ إلى التفسير وفيه بعض المنطق وبعض الحقيقة: الظروف التي طالت المنتخب السعودي كفيلة بإطاحة أي منتخب عالمي وبعدما ذكر إصابة تسعة لاعبين أعطى الثقة مجددا بالمدرب البرتغالي كيف نقيل مدربا لم يخسر أي مباراة رسمية.
ولكن المنطق والحقيقة يقولان أيضا إن المنتخب السعودي مستمر في تراجعه منذ التأهل الأول للمونديال عام 1994 فبعد التأهل للدور الثاني في المونديال الأول لم يحقق المنتخب أي فوز في المونديالات الثلاثة التالية مكتفيا بتعادل واحد مقابل ثماني هزائم وبينها نتائج قاسية.
وأيضا لم يعد السعودي بطلا للخليح إذ خرج أمام الإمارات في نصف نهائي خليجي 18 وخسر النهائي أمام عمان في خليجي 19 وبينهما خسر نهائي كأس آسيا أمام نظيره العراقي في 2007.
الآن وقد أصبح المنتخب السعودي خارج المونديال ارتفعت الأصوات المطالبة بالتغيير بل ببدء مسيرة التصحيح والفرصة متاحة لتحضير منتخب يعيد الاعتبار ويتأهل لمونديال 2014 وفي الوقت ذاته يجب إحياء المشاريع المعلن عنها سابقا كالأكاديميات وإقناع الأندية بإتاحة الفرصة أمام نجومها للاحتراف في أوربا.
وهذه أمور يعول عليها على المدى البعيد وهي التي إلى جانب مشاريع أخرى كاستكمال مشروع تخصيص الأندية ستعيد بناء القاعدة المتينة التي توفر الأرضية الصلبة لكرة سعودية تواكب ما يوضع في تصرفها من إمكانات.
والحق يقال إن إنشاء هيئة دوري المحترفين مدماك هام جدا من شأنه أن يضع الكرة السعودية على سكة التطور الحقيقي والحتمي فقد أنجزت الآن خطوات حثيثة على طريق تحديث آلية بناء الكرة السعودية وآخرها تطبيق ضوابط أمنية جديدة في الملاعب كتلك المعتمدة في ملعب ويمبلي الإنجليزي إلى جانب استخدام التكنولوجيا في الحصول على تذاكر المباريات.