|


سعيد غبريس
جنوح المشاهير
2009-07-31
تتعدد أسباب جنوح مشاهير كرة القدم نحو المهالك والمصير الأسود، والنتيجة واحدة الضياع.
رومايو، هذا المهاجم الذي سجل أكثر من ألف هدف، هو مشروع ضحية جديدة لحياة صاخبة متهورة، إذ أنه على شفير هاوية الإفلاس تحت ضغط الديون والمتاعب القضائية التي أدت إلى قرار بالسجن ثلاثة أعوام ونصف العام، ولكنه لا يسجن فعلياً بل يقضي فترة السجن في أعمال تتعلق بالخدمة العامة، حسب القوانين البرازيلية.
ومع أن مشاكل رومايو تكبر فهو لا يأبه ويدحض بسخرية الإدعاءات التي تدينه، ويتصرف برعونة كما فعل حيال زاجالو وزيكو، حين وضع صورهما على باب المراحيض، وهو الآن مطالب بدفع 500 ألف يورو غرامة عن تلك الفعلة، إضافة إلى غرامات مالية أخرى لمطلقته وأولاده وضرائب غير مدفوعة تقدر بعدة ملايين يورو.
رومايو يعرف أن الأعمال المشينة التي أقدم عليها ستكلفه وسيحاسب عليها، ومع ذلك لا يرتدع، مثله مثل أي لاعب آخر يخلع قميصه حين تسجيل هدف وهو يعلم أن هذا التصرف عقابه بطاقة صفراء، قد تخرجه مطروداً في تلك اللحظة أو في مباراة أخرى.
نجوم كبار جنحوا نحو المخدرات، وآخرون احترفوا حياة الليل في موازاة احتراف الكرة وانتهوا نهاية حزينة وآخرهم البرازيلي أدريانو الذي أصيب بانهيار عصبي واختبأ في بيت من الصفيح في ريو دي جانيرو مع زعيمين من تجار المخدرات، وكان قبل ذلك قال إنه لا قانون ضد اللذة، حين اعترف بأنه يصاحب ملكة جمال سابقة خضعت لعملية تحويل لجنسها.
الشهرة تقود المرء للجنون أو الغرور أو الجنوح، ولأن الرياضيين ينعمون بشهرة قد تفوق شهرة السياسيين والرؤساء، فهم معرضون للعواقب العديدة للشهرة، ولكنها ليست حالة عامة، فهناك أبطال كبار ظلوا على الأرض ولم يطيروا بأجنحة الكوكايين، ولم يسقطوا إلى مستوى (كندرة) حسناء، مثل بيليه في كرة القدم، ومحمد علي في الملاكمة، حيث نجد مثلاً سيئاً في كل من اللعبتين: مارادونا وتايسون.
نجومنا في دنيا العرب، معرضون بدورهم للانحراف والسقوط في الهاوية، وقد خسر كثير منهم أنفسهم وكل ما بنوه من مجد ومال، ولكننا في شكل عام، لا نغرق في فضائح أخلاقية مدوية، لأن بيئتنا، بالرغم مما طالها من فساد، وتقاليدنا الاجتماعية بالرغم مما أصابها من جفاء، تبقى ضمانة غير منظورة تتحكم في سلوكنا إلى حد بعيد.
إن أكثر ما يصيب نجومنا من أمراض الشهرة والمال، هو الغرور الذي يؤدي إلى أن (يركب) اللاعب رأسه، فيتصرف وكأنه الحاكم في عهد المتصرفية.. وقد شهدت ملاعبنا الكروية العربية بعض الأمثلة جاسم يعقوب في الكويت حين قال عبارة مشينة ليعبر عن نفوذه بقوة قدميه.. ومنصور مفتاح في قطر حين اعتبر نفسه كرة القدم القطرية بحالها فيفرض مدرباً ويطيح آخر حتى ولو كان ايفرستو الذي يعود الفضل له في بناء لبنة كرة القدم العنابية.
لذا، فحمد نور مازال في إطار المعقول، وأدعوه إلى أن يكون ماجد عبدالله وسامي الجابر.