|


صالح الصالح
محترف سعودي (جاهل)
2011-09-13
دائماً ما أقول إن المناسبات تمارس فضحنا وتعريتنا بشكل أو بآخر، لن أمارس جلد الذات كما يفضل البعض تسميته، ولكن أحب ممارسة المكاشفة لعل بها ما يفيد.
أول من أمس كنت شاهد عيان على حفل الصحيفة للتميز الرياضي مترقباً بلهفة كبيرة للكلمات التي يلقيها المكرمون، محاولاً التفتيش في ثناياها لمؤشرات تعكس ثقافة، أو تنبئ بسعة إطلاع، أو تشي بعمق قراءة، لكنني أصبت بخيبة أمل أصبحت مكررة في مثل تلك المناسبات.
كنت أترقب ناصر الشمراني وهو يردد: «أزجي الشكر لمدرس الرياضة في مدرستي الابتدائية في مكة الذي قال لي قبل عدة سنوات إنني سأصبح هدافاً للدوري السعودي».
وكنت أتشوق لسماع يحيى الشهري وهو يقول: «سأظل مديناً لأخي في كل مناسبة بعد أن علمني أن أكون الأول في كل شيء، وكان دائماً ما يوجهني لأن أكون القدوة سلوكاً وممارسة، وأن أكون القائد لكل من حولي».
وكم انتظرت ياسر الشهراني وهو يتمتم: «شكراً لوالدي الذي أصر على استكمالي لدراستي، ولم يمنعني من مزاولة كرة القدم، وكان يردد أنني سأكون نجماً كروياً، وأنني سأدفع عائلتي إلى التباهي بي مستقبلاً».
للأسف كل ما كنت أتمناه لم يكن له وجود، كانت الكلمات مكررة، والعبارات معتادة، والجمل غير مترابطة ليس فيها من الإحساس أو العمق أي شيء، لذا لم تصل إلى قلوب الحضور أو المشاهدين أو يتردد صداها حتى الآن، ولم تتجاوز شفاه أصحابها.
محمد الشلهوب كان الاستثناء لأنه ابن بيئة مختلفة، وشب على أمور مغايرة فضلاً عن أنه لاعب غني بتجربته الاحترافية التي ملأته علماً وإطلاعاً وبعد نظر، ترجمها بأدائه في الملعب، وتأثيره في مستوى فريقه، وكذلك في كلمته التي لم ينس فيها من ساندوه حتى المدربين السابقين.
بصراحة مؤلم جداً أن يخرج أي رياضي عقب فوزه بأية جائزة ليردد كلاماً مكرراً لا معنى له أحياناً أو ليزجي الشكر للقيادة الرياضية بطريقة مملة تشير إلى أنه يود قول كلام يعرفه جيداً ولن يخطئ في سرده، وكأن القيادة الرياضية تنتظر منه هذه الكلمات التي لا معنى لها أو ليس هناك مناسبة لذكرها.
أتمنى جاداً أن يسعى كل اللاعبين من الجيل الجديد لتكثيف الإطلاع، والقراءة المنوعة، والسعي الجاد والمستمر لتطوير الذات، وأعتقد أن لمديري أعمال اللاعبين دور في مساعدتهم في الارتقاء بسلوكياتهم وكلماتهم، وفي المناسبات التي تشهد مواجهة الجمهور، إذ ليس من المعيب أن يُعد مدير أعمال اللاعب كلمته التي سيلقيها، ويحاول تدريبه عليها، أو حضور بعض الدورات الخاصة في كيفية التعامل مع وسائل الإعلام في سبيل عكس صورة مميزة عن لاعب محترف سعودي قبل العودة إلى ذلك الزمن الذي كان يجيب فيه أمهر لاعب سعودي سابقاً يوسف الثنيان على سؤال أحد المذيعين بـ»كيف الحال»، أو مواصة ترديد العبارة الشهيرة: «العيال ما قصروا».