|


صالح الصالح
تعلموا من رئيس الهيئة
2011-06-14
أحترم كثيراً المسؤول الذي يمارس الصدق مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين، الصدق الذي ينعكس على كافة سلوكياته وتصريحاته وحتى في طبيعة عمله، لذلك أحب كثيراً شخصية رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان الذي قال أول من أمس خلال افتتاحه إطلاق برامج وفعاليات الصيف في مختلف مناطق المملكة والمهرجانات المصاحبة: «أنا كمواطن لست راضياً بما تحقق في السياحة الوطنية مقابل ما تملكه المملكة من مقومات وسوق سياحي ضخم».
وأضاف «هناك قصور كبير في السياحة الوطنية من حيث الخدمات وتكامل التجربة السياحية وجاهزية المواقع ومنشآت الإيواء والنقل الجوي واستراحات الطرق».
هذا التصريح المختلف من رأس الهرم في العمل السياحي المحلي كان واضحاً وصريحاً في نقده للمرحلة التي لم تتجاوزها حتى الآن السياحة الداخلية على الرغم من وجوده في المنصب منذ عدة سنوات، ولم يمارس تلميع الجهة التي يقودها، أو تفرغ لتعديد محاسنها، واستعرض بقية المهارات الخاصة التي يجيدها المسؤول في أكثر من جهة، مع الإشارة إلى أنني أرى وجود ثمة عمل مختلف من قبل الهيئة العامة للسياحة لم يسندها حتى الآن القطاع الخاص الموغل في الاستغلال والبحث عن استنزاف الجيوب.
لن أذهب بعيداً وسأتوقف أمام ممارسة الأمير سلطان بن سلمان وتحديداً في تصريحه الجميل والمختلف، وأتساءل عن رؤساء الأندية الرياضية لدينا الذين يتفننون في بيع الوهم إلى أنصار أنديتهم، وقلة قليلة جداً منهم من يمارس الصدق مع نفسه، وينعكس ذلك على علاقته بجماهير ناديه الذين يعانون من أزمة ثقة وإشكالية قبول في تصاريح وحراك هؤلاء الرؤساء الذين يحميهم غياب تفعيل لوائح الجمعيات العمومية من المحاسبة في حال التقصير، كما تمنحهم الصلاحيات كافة للعبث بمقدرات النادي من وجود رادع قوي، ولعل عدم الإعلان عن ميزانيات الأندية ومداخليها ومصاريفها طوال الفترة الماضية يؤكد وجود خلل، ويشجع على مواصلة العبث، ويسهم في غياب الثقة بين الشركات الراعية والداعمين من جهة وإدارات الأندية من الجهة المقابلة.
إجمالاً كم أتمنى أن يخرج رئيس كل ناد في حوار مفتوح مع الجماهير في مقر النادي نهاية كل موسم، ويستمع منهم، ويسمعوا إليه، ينتقدوه ويقوموه، يكشف لهم تفاصيل ميزانيته، يطلعهم على مقدار العجز -إن كان موجوداً-، يضعهم في الصورة، يتوقف عن تقديم الوعود غير القابلة للإيفاء، يعترف لهم بأخطائه، يقدم في هذا اللقاء المفتوح الشكر للداعمين، يفضح من يصفون أنفسهم بالداعمين من دون تقديم مقابل لهذه الوصف، عليه أن يكون شفافاً جداً إلى الحد الذي لا يبقى بينه وبين أنصار ناديه ما يمكن إخفاؤه لأنهم هم الثابتون وهو المتحرك، ولكي يبقى ثابتاً أطول فترة ممكنة عليه أن يحترمهم، ولا أعتقد أن احترام الجماهير يحتاج لكثير.. هو فقط يحتاج للصدق وقليل من يستطيع ذلك.