|


صالح الصالح
ماجد عبدالله (ممدوحي)
2011-06-07
في أروقة النصر خلال الأعوام التي تلت وفاة رئيسه التاريخي الأمير عبدالرحمن بن سعود تجلت بشكل واضح ممارسة سلبية لم تكن معهودة طوال عمر النادي الخمسيني تمثلت في وجود انقسام كبير بين جميع منتسبيه من جماهير ولاعبين وأعضاء شرف وكذلك الإعلاميين المهتمين بشأنه، وانحيازهم لطرف من دون آخر، حتى لم يعد هناك مكان لمن يلزم الحياد.
إذ أصبح كل من ينتقد عمل الإدارات النصراوية، وتحديداً من بعد إدارة الأمير سعد بن فيصل متهم بأنه "ممدوحي" نسبة إلى رئيس النادي السابق الأمير ممدوح بن عبدالرحمن، وهي الممارسة التي أصبحت تنتهجها الإدارات المتعاقبة حتى ولو لم يكن ذلك بشكل معلن وواضح وصريح، مع يقيني التام أن لكل الإدارات السابقة إسهاماتها تجاه ناديها لكن المرحلة برأيي لم تعد تستوعبهم، والواقع يبحث عن غيرهم، إذ إن كل المؤشرات تؤكد أنها منحت فرصتها الكاملة لإدارة ناد كبير من دون تحقيق تقدم، وحان الوقت لوجود أسماء جديدة تكمل المهمة، وتعيد النادي إلى الواجهة البطولية شريطة أن تكون هذه الأسماء غير خاضعة للتصنيف، بعيدة كل البعد عن التحزبات التي نخرت في الجسد النصراوي بمساعدة منتديات ومواقع وغرف بالتوك يشرف عليها محبو النادي.
في الوقت الحالي أن تكشف أخطاء الإدارة الحالية فهذا يعني أنك معارض، أن تنتقد الكبائر الإدارية التي وقعت بها فأنت توفر مبررا كبيرا لاتهامك بالبحث عن المصالح الخاصة، أن تطالب برحيل الإدارة فهذا يدل على أن قلمك مأجور.
ماجد عبدالله في حواره الأخير حرك المياه الراكدة، وصوب سهام نقده في كل اتجاه، وصادق على كل الانتقادات التي طالت عمل الإدارة الحالية بل وصرح بها بشكل دقيق، كما كشف عن تعرضه لسوء معاملة من قبل الإدارة الحالية التي لم تسلمه مستحقات اعتزاله منذ عامين، والمفارقة المضحكة في الثقافة النصراوية الجديدة أن لا أحد سيجرؤ على اتهام خبير الاتحاد الدولي لكرة القدم ماجد عبدالله أنه "ممدوحي".
ماجد الذي يوصف بأنه أحد الثوابت في مسيرة النادي نجح من خلال حديثه بقراءة الواقع "الأصفر" بشكل منطقي وهادئ منطلقاً من محبته لكيان أسهم في صنع أمجاده، وتشكيل مدرجه الأكبر خليجياً، لكنه وجد أن العبث في هذا الكيان بلغ مبلغه، وآثر أن يصرخ مطالباً بتعديل الأوضاع، ورسم خارطة طريق لذلك، لأنه المحب الصادق مع نفسه قبل أن يكون مع الآخرين وهذا ما لمسته عن قرب من ماجد الذي أعرفه جيداً لكن مسيري النادي الحاليين لم يقدروه حق قدره.
إجمالاً عندما كنا في مناسبات سابقة نقول إن النصر يعاني أزمة فكر ومال فجميع المؤشرات تؤكد ذلك، وربما أن جملة المشكلات التي يصدرها لنا حالياً هي مشكلات "نصراوية ـ نصراوية" لا علاقة للأطراف الخارجية بها، وعلى مسيري النادي حالياً التوقف عن المكابرة وحلها إذا أرادت لناديها خيراً أو عليها أن تقبل رفض مدرج لم يعد يجد ما يصبر لأجله.