|


مصطفى الآغا
عرض وطلب
2009-07-12
ما وصلت إليه أسعار لاعبي كرة القدم هي خيالية بكل ما تعنيه الكلمة من معنى، حتى اللاعبين أنفسهم أحيانا يستكثرون المبالغ التي يتم دفعها فيهم، فكريستيانو رونالدو قال إن الملبغ المدفوع فيه (مهول) ولكنه أكد أنه يستحقه، ومنذ صفقة القحطاني ياسر والجماهير تريد أن يكون ناديها صاحب أغلى وأعلى صفقة انتقال في تاريخ الكرة السعودية، ويبدو أنها من نصيب السهلاوي (النصراوي) حتى الآن ولكن هناك من يتحدث عن صفقات أعلى وأكبر إما حدثت ولم يتم الإعلان عن قيمتها المالية أو أنها في طريق التحقق. من الصفقات التي تطبخ حاليا صفقة انتقال نجم السعودية والاتفاق عبدالرحمن القحطاني الذي يعجبني جدا بشكل شخصي، خاصة في نهائيات أمم آسيا 2007 إذ كنت أراه مع تيسير الجاسم أفضل ما حظيت به الكرة السعودية مؤخرا.. طبعا مع تألق مالك والهزازي ووليد عبدالله والشهيل والزوري والأخوين عطيف وناصر الشمراني تكون الدائرة قد اتسعت لتشمل جيلا جديدا من النجوم الذين سيرسمون خارطة الكرة السعودية لاحقا إن كان محليا أم عربيا، ولا ننسى طبعا سعد وياسر وإن كنت اعتبرهما الآن من المخضرمين رغم صغر سنهما. من حق هؤلاء أن يستثمروا (ولا أقول يستغلوا) موهبتهم لمافيه مصلحتهم الشخصية، فالعمر الافتراضي لنجوميتهم ليس كبيرا والآن هناك سوق محمومة للاعبين الكبار منحتهم فرصة أكبر للتفاوض وهوامش أكثر من تلك التي كانت متوفرة لاحقا خاصة مع وجود سوق إعلانية يمكن أن تدر على اللاعب وناديه عوائد مالية ضخمة، مع أن الأندية العربية لا تولي مسألة مشاركة اللاعبين هذه العوائد أو تنظيمها جل اهتمامهم، وبعضهم الكثير يترك كامل العوائد للاعب كنوع من الدخل الإضافي، لهذا ليس غريبا أن نسمع بالمبالغ التي كنا نتصورها كبيرة جدا في الماضي القريب، كما أن الأندية باتت لديها عقود رعاية من كبريات الشركات السعودية وهو ما ينضوي اللاعب تحت خيمته الإعلانية وبالتالي فالسوق ومسألتا العرض والطلب هما اللتان ستقرران إلى أي مدى ستجمح الأرقام في انطلاقها نحو قمم أخرى، وأنا مع أن يستفيد اللاعب المحلي لأن القادم من الخارج قد لايكون أفضل منه كثيرا، ولكن أنا مع تنظيم العملية وضد المنافسات الكيدية التي تجعل من هذه المبالغ مبالغا فيها، وتحمل خزائن الأندية ما لا تطيقه ولاتقدر عليه، وبالتالي تبقى الأمور في أيدي أعضاء الشرف الذين يدفعون حسب توفر السيولة لديهم وأيضا حسب رغباتهم الشخصية وبالتالي نبتعد عن المسألة الاحترافية الصرفة ونعود للمربع الأول.