|


مصطفى الآغا
الانقياد الأعمى
2009-07-07
موضوع لاحظته يتكرر في كل وسائل الإعلام العربية تقريبا وتحديدا المقروءة منها.. هو موضوع الدفاع المستميت عن أشخاص أو الهجوم المستميت على أشخاص فقط من منطلق أن هؤلاء إما ينتمون لنفس النادي الذي يشجعه الكاتب أو العكس..
سأكون أكثر وضوحاً.. ففي كل أرجاء وطننا العربي الكبير هناك مدربون ولاعبون وإداريون قدموا الكثير لأنديتهم وأوطانهم ولكنهم في النهاية بشر يخطئون ويصيبون.. ويبدو أن البعض من محبيهم لا يرون الخطأ نهائيا بل يتهمون كل من يرى الخطأ ويشير إليه بأنه حاقد وكاره..
فإذا كنت أحب نجما أو مدربا معيناً فهذا لا يعني أبدا أن تعمى عيوني ويشرد قلمي عن ذكر أخطائهم والإشارة إليها حتى لا تتكرر معهم مرة ثانية ولا أكون قد خدمتهم (فعلا) إذا تغاضيت عن الأخطاء الفادحة وهو ما يعني أيضا ألا نتوقف عند الأمور البسيطة والهفوات الإنسانية..
وحتى يكون كلامي واضحا لا لبس فيه أقول إن الإعلام الرياضي العربي يجب أن يمشي على مقولة " صديقك من صدقَك لا من صدّقك ".... فإن كنا نعشق مدربا وأخطأ في قراءة مباراة معينة فيجب انتقاده وتذكيره بالأخطاء ولا أظن أن أحدا ينكر موهبة السير أليكس فيرجسون وأساطيره مع مانشستر يونايتد ولكنه أخطأ في قراءته لنهائي دوري أبطال أوروبا أمام برشلونة وأمام مدرب شاب هو جورديولا.. وإذا انتقدناه فيرجسون فهذا لا يعني حتما أننا نكرهه أو نحب جوارديولا.. هو مجرد نقد لا أكثر.. أما في محيطنا العربي فإن تجرأت وانتقدت نجما كبيرا هبط مستواه مؤخرا اتهموك بأنك تصيد في المياه العكرة أو أنك محسوب على الطرف المستفيد من النقد، وكأن هذا النجم من صنف (الملائكة) أو هو خط أحمر لا يجوز انتقاده.. ولا أنسى أنني سمعت مؤخرا من يصف أبوتريكة على الهواء مباشرة بأنه (قديس الكرة المصرية)..
 فمن سيقبل بانتقاده إذا أخطأ ؟
أما أسوأ حالات الانقياد الأعمى التي نسمع بها مؤخرا (للأسف) هي الانقياد الغريزي وراء ابن المنطقة أو البلدة أو أشياء أخرى نخجل من تسميتها بمسمياتها لأن الكل يرفضها ومع الأسف فهناك من يُمارسها والأمثلة بعشرات الآلاف..
وعندما نستنكر حالات الضرب العنصرية التي تعرض لها مجموعة من المدربين العرب في جمهورية التشيك على يد بعض العنصريين من ذوي الصلبان النازية المعكوفة والرؤوس الحليقة نتذكر أننا نحن أيضا نقوم بأشياء مشابهة ولكن بطرق مختلفة عندما نصوب سهام نقدنا على أشخاص معينين وليس لهم ذنب سوى أننا لا نحبهم أو أن لنا أغراضا وراء نقدهم أو نصرة لأشخاص نعرفهم ضد من يقفون ضدهم..
أي أننا نتحزب في النقد بدل الشفافية التي تفترضها العملية النقدية والتي هي أساس ما نطالب به ليل نهار ألا وهو الديمقراطية.. ولكن عن أي ديمقراطية نتحدث إذا كنا نحن أصلا لا نعرف من الحب سوى كلمة " أوحشتني ".