|


مصطفى الآغا
الاحتراف والعواطف
2009-06-28
سأكون مباشرا في مقالتي هذه، وسأقول إنني أتحدث عن قصة حسين عبدالغني مع الاحتراف الداخلي والخارجي.
حتما الموضوع تتدخل فيه العواطف كما يحدث في كل بقاع الدنيا، والدليل أن جماهير برشلونة وصفت البرتغالي فيجو بأبشع الصفات يوم ترك فريقهم كرماً لعيون المنافس اللدود ريال مدريد مع أنه برتغالي وليس إسبانيا، ونفس الكلام حدث مع الإنجليزي سول كامبل عندما انتقل من توتنهام إلى عدوه وجاره آرسنال رغم معرفتنا بالبرود الانجليزي فكرة القدم لاتعرف البرود أصلا، أو يوم ترك حسام حسن الأهلي ولعب في الزمالك.
وحتما لم ولن تصل الأمور مع مسألة انتقال حسين عبدالغني إلى النصر لما وصلت الأمور إليه مع فيجو أو سول كامبل، ولكننا لا نستطيع منع الأهلاويين من محبة حسين ولا منع حسين من عشق الأهلي ولا تداخل العواطف في المسألة الاحترافية رغم أنها تفترض وجود فاصل بين الاثنين، وأقصد مفهوم الاحتراف المادي الجامد ومفهوم العاطفة الذي تتلاعب فيه المشاعر،
فمن حق جماهير الأهلي أن ترى نجومها التي صفقت لها طويلا فقط في ناديها، ومن حق أي لاعب أن يقرر مصيره ومستقبله بالشكل الذي يراه مناسبا له هو، ولكن هذه المعادلة نادرا ما تكون سهلة التطبيق حتى على صعيد النجوم الأوروبيين أو العالميين، فهناك الكثير من الأسماء كان بمقدورها الانتقال من ناد إلى آخر رغم أنه ليس ناديها الأصل، ومع هذا لم تفعل لارتباطها النفسي والعاطفي بالمجموعة وربما المدينة التي عاش فيها ومعها، وأعطيكم مثلا النرويجي سولشاير الذي كان أشهر احتياطي في العالم رغم موهبته الكبيرة.. وكثير من الأندية العالمية طلبته ليكون أساسياً لكنه آثر أن يعتزل في مانشستر يونايتد رغم كل العروض التي انهالت عليه.
الأكيد أن حسين عبدالغني واحد من أذكى لاعبي المنطقة وليس فقط في السعودية، والأكيد أنه يقدر مئة بالمئة محبة جماهير الأهلي له وأيضا احترامها لماضيه وحرصها على مستقبله، والأكيد أنه لا يحتاج لمن يدافع عنه ولكني ما أريد قوله إنه من غير المقبول أن يحاول البعض تعقيد الأمور والحديث عن أن الأهلي أكبر من حسين وغير حسين، لأن أجمل سنوات عمر عبدالغني كانت مع القلعة التي أعطاها عصارة موهبته وخبرته.
هي رغبة لاعب وإمكانيات ناد ومشاعر وعواطف وقرار شخصي يمكن توظيفها جميعها بما يرضي الجميع، أي قناعات مشتركة بين الجميع بأن اللاعب ماكان ليختار غير الأهلي لو لم يكن لديه أسبابه الشخصية أو النفسية، ولو عاد للنادي ضد رغبته فقد لايعطي كل ماعنده.