|


مصطفى الآغا
السؤال الخاطئ
2009-06-25
 بعد التعادل المحبط للمنتخب السعودي مع نظيره الكوري الشمالي وانتظار الأخضر للملحق حتى يتقرر مصيره في التأهل لنهائيات كأس العالم أم لا تعالت الأصوات ما بين إعلاميين (ومحسوبين على الإعلام) بعضها يطالب بتغيير المدرب أو على الأقل سأل إن كان الوقت حان لتفنيش بسيرو والبعض انتقد اللاعبين وحتى الجماهير التي حضرت بكثافة ولكنها لم تكن ذات فاعلية (حسبما قالوا) والأكيد أن هناك من انتقد اللاعبين وأداءهم وتغييرات المدرب والبعض القليل ألقى باللوم على الحكم السوري محسن بسمة لأنه لم يحتسب ضربة جزاء لنايف هزازي ..وهي في النهاية كل الأسباب التي تؤدي إلى عدم الفوز في أية مباراة في العالم.. فمنذ ولدت وأنا أسمع عن هذه الأسباب التي تبدأ بالطقس والمعسكر مرورا بعدم التوفيق والحظ والتحكيم والإصابات وانتهاء كالعادة بالمدرب وخطته وتشكيلته وتقاعس اللاعبين.. ولكني بالمقابل سمعت أصواتاً نادت بضرورة التروي في النقد أو (الشبط) في المدرب واللاعبين حتى انتهاء التصفيات وهذه الأصوات ظهرت مباشرة بعد المباراة أي في اللحظات التي يُفترض أن يكون الانفعال فيها سيد الموقف ....
البعض اقترح تغيير مكان المباراة المقبلة مع البحرين إلى جدة وهو في النهاية رأي له أسبابه وموجباته بالنسبة لمن اقترحه وقد تتفقون عليها وقد لا تتفقون ولكن الإيجابي في الموضوع أن يكون النقاش متاحاً بين الجميع بدون عصبية أو تشنج وأن تكون النظرة للمنتخب من عيون المنتخب وليس من عيون الأندية التي يمثلها لاعبو المنتخب وهو ما يؤكد الجميع على أنه أمر بديهي ولكن من يقرأ بعض الأقلام وما بين السطور " قد " يجد عكس ذلك .. وقد مع الفعل المضارع تكون للتقليل وليس للتحقيق..
أعتقد أن أي نقاش أو سؤال أو تساؤل حول المنتخب هو أمر مشروع لا بل مطلوب ولكن هناك سؤال واحد أراه خاطئاً في هذه الفترة تحديدا وهو (هل حان الوقت لرحيل بسيرو ؟)..
إذ أعتقد أن السؤال غير مطروح على الإطلاق ويجب ألا يكون مطروحاً أصلا لأن الإنسان يتعلم من دروسه ولأننا يجب أن نتخلص من نظرية تحميل المدربين كل شيء عقب كل خسارة وألا يكون التفنيش هو الحل الجاهز لأي مشكلة أو أية عقبة تعترض المنتخب..
مارتشيللو ليبي مدرب إيطاليا الذي خسر في مباراتين من أصل ثلاث وخرج مثله مثل نيوزيلندا من الدور الأول لكأس القارات دافع عن لاعبيه (العواجيز) ورأى أنهم أفضل من كانوا في الميدان ودافع عن طريقته في اللعب وقال إنه لن يغيرها أو يغير لاعبيه ولن يرضخ لسطوة الإعلام والاتحاد لم ولن يفكر بإقالته ولو فكروا بهذه الطريقة لوجدنا أن أكثر المدربين لن تتجاوز أيامهم أصابع اليد الواحدة مع أي منتخب أو ناد يدربونه..
لنترك بسيرو يعمل بسلام ولنخفف الضغط السلبي عنه وعن لاعبيه فحلم التأهل مازال في الميدان .. وفي الإمكان.