|


مصطفى الآغا
شوط كوريا الثاني
2009-06-14
بين شوطي مباراة السعودية وكوريا الجنوبية كتبت عن الشوط الأول حصرا مقالتي السابقة وحملت عنوان ( البطولة الجماعية ) وأشدت فيها بكل أفراد المنتخب ومدربهم بسيرو لأنهم قدموا فعلا لوحة جماعية حافلة بالروح القتالية .... وقلت إنني سأكتب عن الشوطين الثاني أمام الجنوبية والثالث أمام الشمالية لاحقا ....
طبعا انطباعات الجماهير وعشاق الكرة تختلف تبعا لاختلاف ظروف المباراة الواحدة أو بين مباراة وأخرى .... وأذكر أنه في كأس القارات التي جرت في المكسيك عام 1999 خسر الأخضر أمام صاحبة الضيافة 1ـ5 سجل منها بلانكو رباعية كاملة .....فقامت الدنيا ولم تقعد وحلل من حلل وكتب من كتب عن سقوط في الهاوية وعن منتخب ضاع وعن مدرب لا يعرف ( كوعه من بوعه ) .... فيما كان المنتخب المصري الذي لعب في نفس المجموعة يتعادل مع بوليفيا 2ـ2 يوم الأحد ثم يتعادل مع المكسيك 2ـ2 يوم الأربعاء فوصفوه بالبطل المغوار الذي انتزع التعادل من فم الأسد .. وحقيقة كان المنتخب المصري بحالة رائعة خاصة أمام المكسيك القوية والتي توجت باللقب لاحقا على حساب البرازيل .....
وجاءت الموقعة المصرية السعودية لتطيح بكل ذرة إشادة جاءت للمعلم محمود الجوهري بعد الخسارة بخماسية أمام السعودية سجل منها مرزوق العتيبي أربعة أهداف كاملة .. فطار الجوهري وطارت إنجازاته أمام بوليفيا والمكسيك وارتفعت أسهم ماتشالا التي كانت حمراء عبر خماسية المكسيك وتغيرت الأحوال في لحظة عقب التأهل للنصف نهائي في أول بطولة تقام خارج السعودية .....
ثم عادت الأسهم وتراجعت واندحرت عقب الخسارة التاريخية أمام البرازيل بثمانية أهداف سجل منها رونالدينيو الذي كان في أحلى أيامه ثلاثية مقابل هدفين سجلهما أيضا مرزوق العتيبي الذي تصورته سيحترف في أقوى الأندية العالمية عقب تلك البطولة ولكنه لم يفعل ..... أي أن عواطفنا وانفعالاتنا وحتى تحليلاتنا تغيرت أحيانا 180 درجة عقب كل نتيجة .... لهذا أقول إن التأهل لنهائيات كأس العالم من البوابة الكورية الشمالية ليس تحصيل حاصل كما يحلو للبعض أن يصوره .