|


مصطفى الآغا
البطولة الجماعية
2009-06-11
تعودنا في بعض المسلسلات العربية أن تكون البطولة فردية لنجم أو نجمة والبقية كومبارس أو تكملة عدد.. حتى النصوص تتم كتابتها كي تتناسب مع شخصيات أفراد بعينهم.. لهذا مل الناس من هذه المسلسلات لأنها في كثير من الأحيان غير مقنعة .. وكرة القدم وإن كانت لعبة جماعية بالأساس إلا أنها أيضا مرتع للتميز الشخصي لهذا نرى نجوماً فوق العادة (وعادة ما يكونون مهاجمين أو لاعبي وسط) ولكن أيضا هناك حراس ومدافعون نالوا جوائز الأفضل في العالم لأن نجوميتهم كانت أقوى من أن يتم تجاهلها..
وحدها هولندا قدمت للعالم الكرة الشاملة بداية السبعينات من القرن الماضي وبها وصلت مرتين للمباراة النهائية لكؤوس العالم 74 و78 ولم تتوج أبداً ولكن أنديتها سيطرت على البطولات الأوروبية ونال أياكس لقب بطل القارة 3 مرات متتالية أعوام 71 و72 و 73 وصارت منبعاً لتصدير النجوم وصاحبة الأداء الأحلى والأرقى والأجمل في العالم جنباً إلى جنب مع البرازيل..
والبرتغال هي الأخرى قدمت للعالم منتخبات رائعة ونجوماً أروع نذكر منهم أوزيبيو وفيجو وروي كوستا ونونو جوميش وكريستيانو رونالدو وديكو وكوستينيا وكارفايو وبوستيجا وعشرات غيرهم وهي التي قدمت للسعودية مدربين هما فينجادا الذي أعتبره صديقاً شخصياً لي ورافقته في معسكر للمنتخب في البرتغال وبسيرو الذي أكتب عنه وأنا أتابع مباراة السعودية وكوريا الجنوبية ولم أنتظر حتى نهاية المباراة لأتحدث عن نتيجتها ولا لكي أكتب تحت ضغط أو انفعال تلك النتيجة بل أكتب عن البطولة الجماعية التي ظهر بها المنتخب في كثير من اللوحات (ولا أقول الهجمات) لأن اللوحة حتماً يجب أن ترتبط بشيء اسمه الفن والفن إبداع بينما الهجمات يمكن أن تكون أحيانا عشوائية أو فردية أو خالية من الرؤية والخيال الخصب..
في الشوط الأول من موقعة سول كان الأخضر بطلاً بكل أفراده رغم التغييرات ورغم الغيابات (لا ننسى سعد ومالك وهما من خيرة مهاجمي آسيا) ولكن عندما تكون هناك بصمات برتغالية في التوليفة الجماعية مع مهارات فردية يتم صهرها ووضعها في خدمة المجموعة نصل إلى منتخب نرفع له التحية إن فاز أو خسر خاصة وأن هذا المنتخب يتحلى بروح قتالية (نارية) وانضباط تكتيكي دفاعي وهجومي ووسط وحارس على أعلى مستوى لهذا رأينا أول هجمة كورية حقيقية وخطرة في الدقيقة 41 رغم أن كوريا تلعب على أرضها وبين جماهيرها..
هذا كان انطباعي عن الشوط الأول ويوم الأحد سأتحدث عن الشوطين الثاني أمام كوريا الجنوبية والثالث أمام الشمالية.