|


بدر السعيد
ليفركوزن شهدت لنا..!!
2018-06-10
منذ أن أعلن الاتحاد السعودي لكرة القدم البرنامج الإعدادي للأخضر قبل مونديال روسيا 2018، والمتابعون يترقبون تلك المواجهة “الجريئة” بين منتخبنا الوطني وأبطال العالم “ألمانيا”.. ولا يلام المتابع في هذا الترقب الذي كان يغلفه التوتر المغلف بالذكرى المزعجة للثمانية..!

سألت نفسي كثيراً حول ماهية هذه الخطوة والأثر المتوقع منها، خصوصاً أن الألمان زادوا تطوراً عما سبق.. بل تسيدوا العالم في آخر نسخة للمونديال قبل أن يحقق “رديفهم” بطولة القارات 2017م.. كان التوتر حاضراً، والخوف من نتيجة ثقيلة أمر مزعج بلا شك.. أخيراً وجدت نفسي أمام حقيقة واحدة هي أن صاحب القرار كان جريئاً جداً، وهو يقترح اختيار لقاء ألمانيا على أرضها قبل أيام من افتتاح المونديال.. فعلاً كان قرارًا جريئًا..!

مضت أيام الإعداد سريعة.. أعلنت القائمة النهائية للأخضر.. وجاء يوم الثامن من يونيو.. حضر “لوف” وبرفقته قائمته الفنية يتقدمها العملاق نوير ومعه كروس ومولر وخضيره ورويس وهوملز وبواتينج والبقية من نجوم المانشافت، وخلفهم جمهور كبير ملأ مدرجات استاد “باي أرينا” في ليفركوزن.. وعلى الجانب الآخر كان الضيف “الثقيل” حاضراً بنجومه الذين حملوا معهم آمال وتطلعات ثلاثين مليون سعودي..

شاهدت كغيري بداية اللقاء وذات التوتر يحاصرني.. أعترف بأن تفاؤلي كان يشوبه التردد.. لثقتي في إمكانيات الألمان ومدى تمكنهم وتفوقهم الميداني على خصومهم أيا كانوا.. أو لم يبصموا على تدمير بقايا البرازيل بسباعية شهد لها الماركانا وكل العالم..!

مضت دقائق اللقاء شيئاً فشيئًا وهي تتناسب طردياً مع اكتساب أبطالنا للثقة والإبداع في ميدان الألمان.. شاهدت بعيني وبقلبي ذلك الأخضر الذي انتظرته طويلاً.. انتظرت شخصيته وهيبته.. انتظرت كل فرحة كان الأخضر سبباً فيها سنوات وسنوات.. حاولت أن أتجرد من تصنيف المنتخبين وأشاهد اللقاء بين خصمين متقاربين في المستوى.. تفوق الألمان في النتيجة.. لكن أخضرنا كان في الموعد.. كان الأداء حافزاً لكل من تابعه.. وباعثاً للأدرينالين.. أدرينالين الوطن..!

ومع نهاية اللقاء أصبحت مجبراً على شكر كل من بذل.. وشكر كل من أعد الأخضر ليظهر بهذه الثقة الميدانية المريحة للمتابع.. وشكر كل من دعمه مادياً ومعنوياً.. بقي أن أقول إن ما حصل في دورتموند جميل ولن ننساه، لكنه ليس منتهى طموحنا.. فالطموح هناك بجوار الكريملين يا رجال.. كونوا في الموعد.. أرجوكم..!

دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..