|


هيا الغامدي
الميدان للشجعان
2020-06-14
بين مرحِّب ومترقب، ومتحفِّظ ومتذمر، أُعلِنَ استمرار الدوري السعودي للمحترفين، ويبقى الصراع الأكبر على اللقب بين المتصدر “الهلال” ووصيفه “النصر”، هذا الصراع الذي ربما تحسمه نتيجة الديربي، وتحدد ملامح البطل فيه.
صراعات الدوري لا تقتصر على المقدمة فهناك أيضًا صراعٌ على المقعد القاري الذي تتنافس فيه خمسة فرق لخطف المركزَين الثالث أو الرابع المؤهِّلَين إلى دوري أبطال آسيا “الوحدة، الأهلي، الفيصلي، التعاون، الرائد”، ويبقى الصراع في ذيل الترتيب أشد صعوبةً، وأعظم تأثيرًا. الصراع على البقاء في الممتاز مسألة تحددها إنتاجية وعمل واجتهاد كل فريق من الفرق الخمسة في المؤخرة “الحزم، الاتحاد، الفتح، ضمك، العدالة”.
الثماني جولات المتبقية من عمر الدوري ستكشف حجم الفروق الفردية بين الأندية، وقدرتها على إدارة الموقف والظروف، والنجاح فنيًّا وإداريًّا في كيفية إعادة فرقها للواجهة، وكسب الصراع في ظل هذه الظروف والتوقف الطويل بسبب أزمة كورونا، وفي هذا الوقت القصير.
عودة الدوري قرار شجاع وتاريخي، فيه الكثير من النزاهة والعدالة والمصداقية بوضع الأمور جميعها على طاولة الواقع، والميدان هو الفيصل، وحسم الأمور لن يكون بتزكية ولا ترشيح ولا مكافأة تصدر، أو غير ذلك، بل في الملعب مباشرةً. كل الاحتمالات جاهزة على طاولة الواقع، وكل فريق باجتهاده وعمله، سيتحصل على النتيجة التي يستحقها فقط.
أعجبتني مباراة برشلونة ومايوركا في الدوري الإسباني، والفوز الكبير لكبير كاتالونيا على خصمه، رقمًا ومستوى، حتى إنك تشعر في قرارة نفسك أنه بوصفه فريقًا لم يتوقف عن اللعب على الرغم من تفشي جائحة “كوفيد 19” قرابة الـ 100 يوم. وهذا دليلٌ على جودة العمل الفني والإداري في برشلونة طيلة فترة التوقف والحظر، وهنا أتساءل: كم ناديًا من أنديتنا سيصنع فريقًا جاهزًا ذا رتم عال بعد العودة بجودة عالية، فنية وإدارية، بما يوازي الطموحات، محليًّا وقاريًّا، ويثبت بأن هناك عملًا جبارًا للأندية ولو عن بُعد بوصفه ثقافة جديدة، اكتسبها الجميع في هذه الظروف. الاختبار الآن لمدى قدرة الأندية على إدارة الواقع الافتراضي، وإعادة التهيئة والتأهيل لفرقها لاستكمال الدوري، وتحقيق ما تطمح إليه، فالمنافسة حاليًّا في الملعب، والميدان للشجعان، أما الجبناء فتواروا خلف المشهد.
* استمرار تقنية الفيديو الـ “VAR” يعدُّ تحديًا جديدًا مع حكم محلي وأجنبي، ما يهم الاستمرار لتحقيق العدالة، وكلنا ثقة في الاتحاد السعودي لكرة القدم وكافة لجانه في الفترة المقبلة.