|


بدر السعيد
استقطابات بدون فلاشات
2020-12-12
أندية تتسابق في إبرام الصفقات المليونية.. ورجال أعمال يتنافسون في الدعم والمالي الكبير، من أجل استقطاب نجم ما أو التجديد مع آخر.. كرة قدم مليونية تقف الدولارات في مبتدأ جملتها وتقود الحديث والاهتمام والمساحة، فالمال مع الكرة تجاوز كونه عصب حياتها في مشهد لا أتفق كثيراً معه..
وحين يذكر المال والصرف المليوني في كرة القدم، فإن اللاعبين والمدربين بلا شك هم أصحاب الأولوية والحظ الأوفر، واسألوا إن شئتم حساباتهم البنكية التي لا تفهم إلا لغة الدولار ..
لا أستكثر على النجوم ما يجنونه من أموال، ولا أستكثر على المدربين تأمين مستقبل أحفادهم بعد أول عقد يوقعونه، فهذا رزقهم الذي أسأل الله أن يبارك لهم فيه وينفعهم به.. لكني في الوقت ذاته أتعجب وأنا أشاهد قرارات وتحركات أصحاب القرار في الأندية، وهم يقدمون ذلك الصرف الكبير على اللاعبين والمدربين في وقت يغفلون فيه عن تمويل عناصر وقطع وأدوات مهمة في سلسلة صناعة الرياضة والمحافظة على مقوماتها وتدعيم استمراريتها وتطورها ..
أولئك الداعمون الذين يصرفون عشرات الملايين على لاعبهم المحترف هم ذاتهم الذين يستكثرون صرف عشرات الآلاف للتعاقد مع مختص في الفريق الطبي، أو استقطاب كفاءة إدارية أو قانونية أو مالية، يكتمل معها عقد العمل المؤسساتي الاحترافي الكفيل بالمحافظة على إنتاجية كل الملايين التي يتم صرفها على النجوم ومدربيهم..
أنا هنا لا أقارن حجم الصرف ولا أرتب الأولويات بين استقطاب نجم الملعب والتعاقد مع الأطقم المساندة للعمل الرياضي، لكني أتعجب كثيراً حين أرى “مثلاً” ضعف الاهتمام بالتعاقد مع الفرق الطبية المؤهلة أكاديمياً وميدانياً، والتي يجهل عشاق الفلاشات أهميتها، بل لا يعلمون أن بقاء للاعب على العطاء داخل الملاعب مربوطًا ـ بعد توفيق الله ـ بوجود الفريق الطبي المتكامل البارع في تأهيل المصابين وإعادة تهيئتهم للعودة إلى أرض الملعب في أفضل وأسرع حال..
وعلى جانب آخر، أنا لا أقارن القيمة المادية للمدربين الكبار مع قيمة التعاقد مع رجال القانون والإدارة القادرين على صياغة أفضل العقود وحماية أنديتهم من الاستغلال أو التلاعب، أو الوقوع في أخطار بعض البنود التي تكلف الأندية المزيد من الملايين..
إلى صناع القرار في أنديتنا.. حافظوا على ملايينكم التي تدفعونها على النجوم والمدربين مقابل دفع عشرات الآلاف لأطقم العمل المساندة، فالعمل التكاملي لا يغفل أيًّا من عناصره، بل يمنحهم القيمة والاهتمام بدلاً من تركيز اهتمامه على الصفقات الجاذبة للفلاشات..
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..