|


بدر السعيد
افشل وسندعمك..
2020-12-19
نعيش في زمن أصبح فيه الحصول على المعلومة أسهل من أي وقت مضى.. وأصبح معه الفرق الرياضية واللاعبون يعملون تحت إشراف أطقم مساندة من مختلف التخصصات.. وفي عالم رياضي تحكمه أنظمة وقوانين واضحة ومعلنة للجميع بلا استثناء.. وفي فضاء تلفزيوني وإذاعي وإلكتروني مزدحم بكثرة الآراء والتعليقات والتحليل المنطقي وغير المنطقي..!
وعلى الرغم من اتساع أفق المعلومة ووضوح الأنظمة والقوانين وتعدد خيارات الطرح، إلا أننا نجد من لا يزال يحبس عقله رهينة لدى عشاق التبريرات الواهية و”الإبر المسكنة” التي لا تعطي الواقع حقه من الوصف ولا تبحث عن الأسباب الحقيقة وراء النجاح والفشل..!
أتفهم كثيرًا حالات الشكر والثناء التي ينالها اللاعب والمدرب والإدارة حين تتحقق الإنجازات والانتصارات، فذلك على الأرجح هو ردة الفعل الطبيعية تجاه النجاح.. إلا أن الذي يصعب فهمه هو نسيان جميع تلك العناصر في حالات التراجع والانكسار والهزيمة والاتجاه، للبحث عن عناصر أخرى أيا كان موقعها ونسبة تأثيرها، إلا أنها ليست العناصر الأساسية في معادلة الفشل..!!
نسمع ونقرأ ونشاهد ليل نهار أصوات التبرير التي تصنع من “الوهم” سببًا مباشرًا في خيبات أمل الجماهير.. وتقدم “الأعداء الوهميين” وكأنهم معول الهدم لمشاريع وأفكار ومسيرات الفرق والمدربين والنجوم.. وهذا بالفعل ما تقوم به فئة من الإعلاميين وبعض الحسابات الرياضية المؤثرة حين ترمي حالات الفشل أو الإخفاق إلى أسباب بعيدة عن أركان العمل الفني والإداري ومتطلباتها ما هو إلا هدايا ثمينة يقدمونها لكل من تسبب في تراجع المستويات أو الفشل في تحقيق النتائج المرجوة..!!
تقديم المبررات المسبقة للفرق وإداراتها ومدربيها ولاعبيها برمي الفشل على التحكيم واللجان والحظ والمؤامرات الظاهرة والباطنة هي أولى مؤشرات الدعوة للتقاعس أو تراجع مستوى الأداء لجميع من سبق ذكرهم.. تلك الأسطوانات العاطفية أحبطت من عزم كثير من النجوم وخذلت المدربين وقدمت للإدارات أقصر طريق إلى الفشل والخروج من المشهد بأقل المبررات وأكثر الخسائر..!
كل ما سبق لا يلغي وجود بعض التقصير في قرارات التحكيم واللجان، التي قد تؤثر في نتائج بعض الفرق بشكل مباشر وغير مباشر.. ولا يلغي وجود الظروف التي يصعب تجاوزها على أكبر الفرق والنجوم.. وأعني بذلك تلك الأمور “الظاهرة” التي لا يختلف عليها عاقلان أو أكثر..!
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن..