|


بدر السعيد
بين «السومة» و«الكلاسيكو» و«الإبل»
2020-12-27
أسبوع مضى توزع فيه الطرح الإعلامي الرياضي على ثلاثة مشاهد فرضت وجودها على مختلف المتابعين أيًا كان ميولهم واهتماماتهم الرياضية، فعلى الساحل الغربي كان عملاق سوريا يزهو بكل فخر برقمه التاريخي في سجلات الدوري السعودي، ويحق له كل ذلك الزهو، فالأمر ليس مجرد أي رقم متاح أو مشهد عابر، بل تتويج لعطاء رجل بذل الكثير من أجل تلك اللحظة التي استحقها بكل تفاصيلها، لذا فقد كان الحديث عنه أحد خياراتي لمقالة هذا الأسبوع.
وفي العاصمة كان خياري الثاني، حيث المنازلة الأشهر عربيًا وآسيويًا “كلاسيكو” السعودية والسعوديين، رغم يقيني بأن المجالس والقنوات المحلية قد تحدثت عنه بلا حدود، فهو “الكلاسيكو” الذي يفرض وجوده على المشهد بلا استئذان، فطرفاه يملكان من القيمة والشعبية ما يعجز أي إعداد إعلامي عن تقديمه بكل ما فيه.
إلا أنني وعلى الرغم من وجود هذين الحدثين، إلا أن بوصلة اهتمامي كانت في اتجاه آخر، حيث “الصياهد” التي تحتضن الحدث المليء بالمعاني والقيم والمكتسبات، الحديث القديم الجديد في قوائم تفضيلات عقولنا نحن السعوديين، لذا فإني أعترف أن مهرجان الملك عبد العزيز للإبل قد نال من اهتمامي طوال أيام الأسبوع الماضي أوفر النصيب، ليس في حجم المتابعة والترقب، بل في إعجابي بعمق التجربة ونضج مخرجاتها، والقيم النوعية المضافة التي جعلت منه سنامًا يقود مرحلة جديدة من احترافيتنا في تقديم موروثنا الشعبي وهويتنا الثقافية.
في مهرجان الملك عبد العزيز للإبل كنا ولا زلنا نقدم أنفسنا أمام أجيالنا القادمة بأجمل أسلوب، وننقل صورتنا تجاه الآخر بأعلى جودة، فالاسم يعود لمؤسس البلاد، والنشاط يمثل جزءًا حيويًا وفكريًا نال من أجدادنا كل ما ناله من الحظ والنصيب الوفير، وهو يستحق كل ذلك بلا شك.
أشاهد ما أشاهده عبر كل مصادر نقل فعاليات المهرجان فتتحرك مشاعر النشوة والفخر لما أشاهده من جودة وإبداع في محتوى أحداثه، والتفوق الواضح في مقدار تنظيمه الرائع. أشاهد ذلك فتعود بي الذاكرة إلى أيام وليالي “أم رقيبة” حيث كانت تجربتي الأولى مع حضور الفعاليات الجماعية الشعبية للإبل، والتي يفصلني عنها 17 عامًا أو أكثر، ولا أعتقد أنني سأبذل أي جهد لأصف لكم ذلك الفرق الواسع بين الماضي والحاضر، أنا هنا لا أقارن لأحدد الأفضل بل لأزداد فرحًا بالنقلة النوعية التي وصلنا إليها في تقدير موروثنا والحفاظ على ثقافتنا بهذا الشكل الاحترافي الذي نفرح جميعًا بتحقيقه.
دمتم أحبة.. تجمعكم الرياضة.. ويحتضنكم وطن.